بعد نحو شهر من تفجر أزمة بين إيران وأذربيجان وقيام كل منهما بتحركات عسكرية حدودية وتلويح مسؤولين إيرانيين بالتوغل في الأراضي التي استعادتها باكو بإقليم كاراباخ من أرمينيا العام الماضي، أفاد مصدر رافق قائد أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد حسين باقري، في زيارته لباكستان، بأن القيادة العسكرية الباكستانية أكدت له أن المصالح الاستراتيجية بين طهران وإسلام آباد خاصة في المجالات الأمنية والعسكرية أولوية قصوى، وأنه ليس لديها أي انحياز أو «تحالف عسكري» مع أذربيجان ضد الجمهورية الإسلامية.

وكشف المصدر لـ»الجريدة»، أن القادة العسكريين الباكستانيين أكدوا لباقري أنهم أوضحوا للآذربيجانيين موقف باكستان الصريح بأنها لن تدخل أي صراع عسكرياً كان أم سياسياً بين دولتين مسلمتين وأن المناورات الأخيرة التي استضافتها باكو وشارك بها الجيشان الباكستاني والتركي كان الهدف منها فقط تدريبات روتينية وتأكيد بأن إسلام أباد تقف إلى جانب الدول الإسلامية الأخرى؛ إذا ما واجهت هجمة من قبل دول غير مسلمة. في إشارة إلى أرمينيا.

Ad

وحسب المصدر، فإن الباكستانيين أوضحوا لباقري أن مخاوفهم الان تنصب على الجبهة الأفغانية وأنهم يتخوفون من قيام عناصر إرهابية تمكنت من الوصول إلى أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي بشن عمليات ضد دول الجوار.

ولفت المصدر إلى أن الباكستانيين زودوا باقري بوثائق تؤكد أن «تنظيمات انفصالية بلوشية بدأت عملياً بالتحرك في المثلث الواقع بين إيران وباكستان وأفغانستان»، وأنهم عرضوا مشاركة إيران بغرفة مشتركة تضم إسلام أباد وطهران وحركة طالبان الأفغانية.

من جانب آخر، لم يخف الباكستانيون انزعاجهم من فتح إيران المجال للتحركات الهندية تجاه كابول عبر الاستفادة من ميناء شابهار أو الأجواء الإيرانية، متهمين نيودلهي بعدم الرغبة في استباب الأمن والاستقرار بأفغانستان للإضرار بباكستان و»هو ما يضر بإيران أيضاً».

إلى ذلك، أكدت إيران وأذربيجان خلال اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية، أولوية الحوار بين البلدين الجارين لحل الخلافات التي تهدد بحرب بينهما.

ونقلت الخارجية الإيرانية عن الوزير حسين أمير عبداللهيان تأكيده خلال الاتصال ضرورة «الاحترام المتبادل والاستقلال والسيادة ووحدة أراضي الدول».

ورأى الوزير الإيراني أن لـ»طهران وباكو أعداء ولا ينبغي للبلدين أن يمنحا الفرصة للأعداء للإخلال بالعلاقات بينهما ويتوجب حل وتسوية الهواجس عن طريق الحوار والتعاون».

من جهتها، أكدت الخارجية الأذربيجانية إقرار الطرفين بأن «الخطاب الراهن أضّر بالعلاقات الثنائية، وأي تباينات يجب أن يتم حلها بالحوار».

إلى ذلك، وصف رئيس أذربيجان إلهام علييف، اتهامات لإيران لباكو بـ «اجتذاب إسرائيل إلى إقليم كارباخ لتقترب من الحدود مع إيران» بأنها «ضرب من الهراء والسخافة، و»محاولة لتشويه سمعة أذربيجان في نظر المجتمع الإيراني».

مناورات واختبار

إلى ذلك، اختبرت إيران، أمس، لأول مرة منظومتين للدفاع الجوي من طرازي «جوشن» و»خاتم» محليتي الصنع خلال مناورات جوية مشتركة بين قوات الجيش و»الحرس الثوري» انطلقت، أمس الأول، وسط البلاد. وقال قائد مقر الدفاع الجوي العميد الركن قادر رحيم زادة، إن المنظومتين التابعتين للجيش «نجحتا في إصابة الأهداف المفترضة لها» خلال المناورات.

● طهران - فرزاد قاسمي