مع استمرار التجاذب حول موعد وشروط استئناف مفاوضات فيينا النووية، قال وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، إن حكومة الرئيس الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي لا تريد رهن سياسة البلاد لروسيا أو الصين، في تصريح لافت رأى فيه مراقبون محاولة إثارة انتباه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يتموضع استراتيجياً ضد بكين.

وفي استحضار لشعار مؤسس الجمهورية الإسلامية، روح الله الخميني، «لا شرق ولا غرب»، قال عبداللهيان، أمس، في ختام جولة شملت روسيا ولبنان وسورية إن «نظرتنا إلى الشرق لا تعني الاستغناء عن الغرب». وأضاف: «سياستنا الخارجية ستكون متوازنة ونشطة وديناميكية، وسنتخذ قراراتنا وفق مصالحنا الوطنية».

Ad

جاءت هذه التصريحات، رغم معلومات وصلت إلى «الجريدة» بأن عبداللهيان ناقش خلال زيارته لموسكو، إدخال إيران في معاهدة دفاعية موجودة حالياً بين بعض دول آسيا الوسطى، ومنها أرمينيا وروسيا، ومن المرجح أن يوقع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي هذه الاتفاقية، خلال زيارته المرتقبة لموسكو.

وأشار مصدر إلى أن طهران تسعى كذلك للانضمام إلى اتفاق للتعاون الأمني والعسكري بين روسيا والصين سيعلن عنه قريباً.

في هذه الأثناء، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي زارت إسرائيل مودعةً قبل الاستقالة، من أن العالم دخل مرحلة حاسمة فيما يخص مستقبل ملف إيران النووي.

ورأى بينيت أن القبول بتحول إيران إلى دولة على عتبة الحصول على ترسانة نووية سيكون بمثابة «وصمة عار على جبين العالم الحر، وسيشكل خطراً على السلام في العالم».

وكان لافتاً إشارة ميركل إلى «مسؤولية روسيا والصين» فيما يخص المفاوضات النووية. وجاء التحذير الثنائي من القدس، بعد ساعات من إعلان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، ليل السبت ـ الأحد، أن بلاده تملك أكثر من 120 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%.

على صعيد منفصل، عاد التوتر بين إيران وأذربيجان، ولو بوتيرة منخفضة، بعد تراجعه في الأيام المقبلة وسط حديث عن تهدئة. وأعلنت باكو عن مناورات مفاجئة ستجريها اليوم لحماية آبار النفط.

جاء ذلك بينما اتهمت تقارير أذربيجانية صادرة عن وسائل إعلام مقربة من الحكومة، طهران بإدخال قوات مسلحة إيرانية أراضي أذربيجانية خلال حرب كاراباخ العام الماضي لمصلحة أرمينيا.

وأكد مصدر في قيادة الأركان الإيرانية أن طهران ستضاعف في الأسبوعين المقبلين عدد قواتها العسكرية الموجودة على المثلث الحدودي بينها وبين أذربيجان وأرمينيا، إضافة إلى مضاعفة كمية ونوعية الأسلحة والتجهيزات العسكرية في هذه المنطقة.

لكن المصدر أوضح، في الوقت نفسه، أن المرشد الأعلى علي خامنئي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، أمر أن تتراجع قوات الجيش والحرس الثوري إلى خلف حرس الحدود، بعد أن تلقت إيران ضمانات من قبل روسيا بأنها لن تسمح بأي تغيير في الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، وأنها مهتمة مثل الإيرانيين بالتغلغل التركي في منطقة القوقاز، وتعتبر تواجد الحلف الأطلسي خطاً أحمر.

● طهران - فرزاد قاسمي