انطلقت فعاليات الموسم الثقافي الـ 26 لدار الآثار الإسلامية من مركز اليرموك الثقافي أمس الأول، بحضور جماهيري لافت، بعد توقّفه الموسم الماضي تأثرا بقيود جائحة كورونا، وذلك برعاية وحضور المشرفة العامة على الدار الشيخة حصة صباح السالم ونخبة من المثقفين.

واستهلت فعاليات الموسم بمحاضرة د. زياد رجب بعنوان "التحف الطبية والتمائم في متحف طارق رجب"، والتي تتناول الأحداث الكبرى في الشرق الأوسط، وتعرض مجموعة مختارة من القطع الآثارية التي كانت تستخدم كتمائم والمحفوظة في متحف طارق رجب، إضافة إلى القطع الأثرية الأخرى ذات الاستخدام الطبي الأوسع.

Ad

وقال عضو ديوانية الموسيقى بدار الآثار الإسلامية م. صباح الريس لـ "الجريدة"، إن الموسم الثقافي الجديد غني بالعروض المتنوعة، وإن كانت أقل عددا من السابق نتيجة قيود الجائحة مما تسبب في تقليل الدعم الموجه للدار.

وأوضح الريس أنه نتيجة لذلك فإن فعاليات الموسم انخفضت من 60 أمسية موسيقية إلى 13، ولكن الأهم من ذلك هو استئناف النشاط كبادرة طيبة، مضيفا: "أرجو أن تكون البداية من دار الآثار الإسلامية لتنطلق فعاليات المراكز الثقافية الأخرى لتعويض فترة الغياب".

وأشار إلى أن الفعاليات الموسيقية ستكون يوم الأربعاء مرتين من كل شهر، بالتبادل مع المحاضرات الثقافية المتنوعة.

وأكد ضرورة أن يحجز الجمهور موعدا قبل الحضور لضمان وجود مقاعد، ضاربا مثالا بالحفل الموسيقي للفنان سلمان العماري التي تنطلق اليوم، والتي تم إغلاق باب الحجز بعد 15 دقيقة فقط من فتحه نتيجة الإقبال الجماهيري الكبير على الحجز.

ولفت إلى أن "بعض الجمهور اشتكى من سرعة إغلاق باب الحجز إلا أن الدار مقيدة بالاشتراطات الصحية والتباعد بين الجمهور، ولذلك فإنه لا توجد إمكانية لاستيعاب جمهور يفوق تلك الطاقة لضمان سلامة وصحة الجميع، ما يتطلب الحجز المسبق رغم أن الفعاليات مجانية، ولكن الأمر تنظيمي".

وذكر أن الحجز من خلال رابط التسجيل المتاح عبر حسابات دار الآثار الإسلامية في مواقع التواصل.

وشدد على تعطش الجمهور للفعاليات الفنية والثقافية، وهذا حمل يصعب على الدار تحمله بمفردها، مطالبا بعودة الفعاليات الفنية والثقافية للترفيه عن الجمهور وإشباع شغفهم الفني.

وأعرب الريس عن أسفه لإغلاق مركز جابر الثقافي، ووجود إصلاحات بمسرح عبدالحسين عبدالرضا، مؤكدا أن الجمهور متشوق لعودة فعاليات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

من ناحيته، أعرب رئيس لجنة أصدقاء دار الآثار الإسلامية بدر البعيجان عن سعادته بانطلاق الموسم الثقافي للدار رغم تخوف الكثيرين من تلك العودة، "لأن كل المعطيات تقول بوجوب اتخاذ طريقة الحيطة والحذر، إلا أن الإقبال الكبير على التطعيم شجعنا على العودة الآمنة".

وأضاف البعيجان أن "وعي الجمهور ساعدنا لعودة الموسم المبشر بالخير"، موضحا أن "أغلب المحاضرين والفنانين من داخل الكويت، نتيجة قيود حركة السفر، وفوجئنا بوجود عدد كبير من الفنانين والمحاضرين الموجودين داخل الكويت ممن يعتمد عليهم في فعالياتنا الثقافية الراقية".

وبين أن "الموسم يحمل الكثير من الفعاليات التي تلبي شغف جمهور ومحبي الدار، لأننا نقدم نوعية مميزة من الفعاليات الفنية والثقافية وفعاليات الأطفال والورش، ولذلك فإن جمهورنا مميز، لأن ما نقدمه من جرعات فنية وثقافية عالية المستوى وترتقي بذوق الجمهور".

وأعلنت الدار في برنامجها للموسم الجديد عن تنظيم 13 أمسية موسيقية متنوعة تمزج بين الموسيقى العربية والخليجية والغربية الكلاسيكية، مع تقديم 10 محاضرات قيّمة يقدمها نخبة من المثقفين والمتخصصين في مجالات متنوعة، إضافة إلى إقامة 4 ورش فنية ومهرجان الأفلام الذي يستعرض فيلم "العرب" كسلسلة أسبوعية تليها حلقة نقاشية بمحتوى موضوع الحلقة، بالإضافة إلى فعالية مستحدثة بعنوان "تجربتي" تتناول سلسلة من المحاضرات المختلفة مع أفراد من المجتمع لهم تجارب ناجحة محليا وعالميا يشاركونها مع الآخرين بجلسات حوارية تثري الساحة الثقافية.

كما تنظم الدار مهرجان الخريف في مايو المقبل، وهو يوم مفتوح يضم المواهب الشبابية المتنوعة تحت سقف واحد، إلى جانب أنشطة تعليمية وتربوية للأطفال تضم قراءة القصص والزراعة.

● عزة إبراهيم