أصدر د. عادل العبدالمغني كتابا من إعداده وتوثيقه بعنوان "بروشور المسارح في الكويت... 1958 - 2008م"، وجاء في 400 صفحة متضمنا الفصول التالية: المسرح الشعبي، والمسرح العربي، ومسرح الخليج العربي، والمسرح الكويتي، ومسارح أخرى. وقد وقّع العبدالمغنى إصداره في رابطة الأدباء الكويتيين، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين ومنهم د. سليمان الشطي، ووليد الرجيب، وصالح المسباح، ومشاري العميري، وغيرهم.

وفي مقدمة الكتاب عرف العبدالمغني معنى "بروشور"، ليقول "هذه كلمة أجنبية وشاع استخدامها بالعصر الحديث في بلادنا العربية على نطاق واسع، والمعنى هو لورقة أو لمطوية أو لكتيّب صغير، لغرض الدعاية والإعلان. وتعدد مناسبات استخدام "البروشور لمجالات وأغراض شتى، فمثلا، يوزع "البروشور" قبل افتتاح المهرجانات والمؤتمرات وأيضا قبل العروض المسرحية والمهرجانات السينمائية، وكذلك لتسويق أي منتجات تجارية جديدة".

Ad

وأضاف العبد المغني "والذي بصدده في هذا الكتاب عن البروشورات التي كانت توزعها المسارح في الكويت قبل عروضها المسرحية بفترة مناسبة لجذب أكبر عدد من الجمهور لحضور المسرحية، وفي الغالب يكون على شكل كتيب أنيق وإخراجه جيد، وعلى الغلاف إما رسوم كاريكاتير إذا كانت المسرحية تأخذ الطابع الكوميدي أو صور لأبطال المسرحية إذا كان طابعها مختلفا، وفي أسفل صفحة الغلاف مكان وتاريخ عرض المسرحية.

ويتضمن محتوى البروشور في الصفحات الداخلية كلمة لمجلس إدارة المسرح أو إذا كان لديهم لجنة ثقافية، فتتحدث عن أعمالها وإنجازاتها خلال الموسم وعن المشاريع القادمة، وكذلك تحتوي هذه البروشورات على أسماء وصور الممثلين وأدوارهم في المسرحية، إضافة إلى أسماء وصور الفنيين واختصاص كل منهم". ولفت إلى أن وجود هذه العروض في البروشورات المسرحية، لا شك في أنه أفاد الفرق المسرحية بدخل إضافي وغطى تكاليف الطباعة وأكثر.

مجموعة كبيرة

وبيّن العبدالمغنى في مقدمة الكتاب سبب إنجازه هذا الكتاب، وقال: "منذ سنوات طويلة بدأت بتجميع هذه البروشورات حتى أصبح لديّ مجموعات كبيرة جدا، ومن المعلوم أن غالبية الناس لا تلتفت ولا تحتفظ بهذه البروشورات بعد انتهاء العروض المسرحية، ويكون مصيرها الإهمال والضياع، ولكن في الحقيقة أدركت أهميتها لكونها سجلا حافلا لتوثيق الحركة المسرحية والمسارح في الكويت، لما تضمنته من معلومات وافيه وشاملة عن المسرحية، وكذلك لتاريخ الفن المسرحي وعن القضايا وهموم الناس والمجتمع بكل فترة زمنية. ويعالجها المسرحيون بقالب تمثيلي بأسلوب السخرية والكوميديا أو عرض القضية أو المشكلة بأسلوب الجدية، ولا شك فإن محتوى هذه البروشورات سيفيد الباحثين والدارسين في المجال الفني والمسرحي، وكذلك عموم الناس، وبالأخص جيل الشباب للتعرف على طبيعة القضايا بذلك الوقت وأيضا التعرف إلى رواد الحركة المسرحية في الكويت".

وذكر العبدالمغنى أن عددا كبيرا من المسرحيات الكويتية، نقلت عروضها خارج الكويت وطافت في عدد من العواصم العربية، مثل القاهرة وعمان وبغداد ودمشق وتونس والرباط وعدن، وغير ذلك، مما يؤكد جودة العرض ورقيّ مستوى الفن المسرحي في الكويت، ونالت استحسان وتقدير النقاد المسرحيين في تلك الدول العربية. ولفت إلى أن البروشورات التي وردت في الكتاب هي نسخ أصلية جمعها على مدى سنوات طويلة واحتفظ بها في أرشيفه التراثي الكويتي.

نقاش جاد

وفي الختام الكتاب شكر العبدالمغني د. الشطي قائلا "أشكر أخي وصديقي د. سليمان الشطي، على المناقشات الجادة الثرية حول تاريخ الحركة المسرحية في الكويت، وتزويدي ببعض النواقص من المسرحيات الكويتية، والتشجيع الذي تلمّسته لإصدار هذا الكتاب الوثائقي".

● فضة المعيلي