منذ حوالي سنة كتبت مقالا حول ضرورة عقد مؤتمر أو اجتماعات للمصالحة الوطنية في الكويت، للنظر في رسم خريطة طريق لكي تصبح الكويت من الدول المتقدمة، ولا شك أن الكثيرين من أبناء الكويت الغيورين على بلدهم طرحوا هذه الفكرة.

جاءت الفكرة أثناء جائحة كورونا التي اجتاحت العالم بما فيه الكويت، فمررنا بمشاكل وأزمات منها السياسية والاقتصادية والمالية، وكذلك قضية الفاسدين والمفسدين الجميع يعرفها جيدا، ففي تاريخ الكويت الطويل مررنا بمشاكل كثيرة، وكانت هذه المشاكل تحل عن طريق العقول النيرة الراجحة والمخلصة التي كانت تنظر إلى مصلحة الكويت بالدرجة الأولى.

Ad

ولكي لا أطيل على القراء الكرام فإنني أرى أن الخروج من هذه الأزمات والمشاكل يكمن في عقد مؤتمر وطني للمصالحة والنظر في كيفية حل هذه المشاكل سواء كانت سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو تعليمية أو غيرها، ويجب أن يجمع هذا المؤتمر جميع شرائح المجتمع الكويتي من رجال ونساء وشباب من جميع التخصصات وذوي الخبرة والرجاحة في العقل والسمعة الطيبة، ويشمل عقد حلقات نقاش يرتب لها الترتيب الصحيح.

وقد يتساءل البعض من سيرتب هذا المؤتمر؟ ومن يحدد نوعية المشاركين وعددهم؟

الجواب عن ذلك هو أن هناك العديد من جمعيات النفع العام والمجتمع المدني قادرة على الدعوة للتنظيم لهذا الحدث المهم بالتعاون مع المختصين في السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية تضع الخطوط الرئيسة لمحاور النقاش.

واسمحوا لي أن أقترح بعض المسائل الجوهرية التي قد يؤيدني البعض فيها أو يقترح أموراً أخرى تضاف إلى مقترحاتي المتواضعة أو أكون قد أغفلت بعض المواضيع بدون قصد، والنقاط التي أقترحها هي:

أولاً: حلحلة الاحتقان السياسي.

ثانياً: تطبيق القوانين على الذين أساؤوا استخدام السلطات المنوطة بهم ومحاكمتهم استنادا إلى الدستور والقوانين المنظمة.

ثالثاً: معالجة الوضع الاقتصادي والمالي للدولة، وإعادة النظر في سياسة الصرف الحالية، وكذلك إعادة النظر في سياسة تقديم المساعدات للدول الأخرى سواء كانت قروضاً أو منحاً أو دعماً مالياً.

رابعاً: النظر بجدية في معالجة التركيبة السكانية لأنها مهمة أمنيا وسياسيا واقتصاديا.

خامساً: إنهاء موضوع الكويتي وغير الكويتي حتى لو كان يعيش فترة طويلة في الكويت والاستفادة من اللجنة الوطنية لمعالجة المقيمين بصورة غير قانونية وكذلك ملفات وزارة الداخلية.

سادساً: الاهتمام بالشباب وحل مشاكلهم المتمثلة بتوفير الوظائف الملائمة لتخصصاتهم، وتوفير الرعاية السكنية لهم بالسرعة اللازمة، وإفساح المجال لهم للتعبير عن آرائهم.

سابعاً: الاهتمام بالبحث العلمي وتطوير التعليم وتشجيع المتميزين ومكافأتهم.

ثامناً: الرعاية الصحية المرتبطة بحياة الناس وإعطاء الأولوية للمواطن في الخدمات الصحية مع توفير الرعاية الصحية للمقيمين.

هناك مواضيع أخرى قد يرى المخلصون من أبناء الكويت ضرورة إضافتها عندما يقام المؤتمر المقترح، فهذه مقترحاتي المتواضعة وقد يرى البعض أنني رتبتها كأولوية ولكن جميع النقاط برأيي مهمة تستحق المناقشة.

أسأل العلي القدير أن يحفظ الكويت بقيادتها وشعبها الوفي، وأن يجنبنا المشاكل والأزمات ويرد عنا الأخطار الخارجية وتعود الكويت جميلة ومتطورة وتأخذ مكانها بين دول العالم المتقدم... آمين يا رب العالمين.

***

وجب عليّ أن أتحدث عن أخ وزميل وصديق غادر دنيانا الفانية، وهو المرحوم حمد حسن النصار الدبلوماسي الذي خدم بلده في أكثر من موقع فقد كان وزيراً مفوضاً وقنصلاً عاماً في دبي سابقا، الله يرحمه ويغفر له ويسكنه الجنة، والعزاء لأسرة النصار بمصابهم الجلل. "إنا لله وإنا إليه راجعون".

محمد أحمد المجرن الرومي