شيعت مصر، أمس، القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق، المشير محمد حسين طنطاوي، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 86 عاماً، بعد مروره بأزمة صحية استمرت عدة أشهر.

وتقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الجنازة الرسمية المهيبة لجثمان طنطاوي، الذي يعد الأب الروحي له.

Ad

وأُعلن الحداد العام في مصر ثلاثة أيام، ونعت الرئاسة المصرية الفقيد، الذي «تولى مسؤولية إدارة دفة البلاد بفترة غاية في الصعوبة، تصدى خلالها بحكمة واقتدار للمخاطر المحدقة»، لافتة إلى أن طنطاوي كان «أحد أبطال حرب أكتوبر».

ونعى الرئيس السيسي أستاذه السابق، وكتب على «فيسبوك»: «فقدتُ اليوم أباً وإنساناً غيوراً على وطنه... تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن»، مشيراً إلى أن طنطاوي «تصدى لأخطر ما واجهته مصر من صعاب في تاريخها المعاصر».

وخلال كلمته في افتتاح مشروعات تنموية في سيناء أمس، ظهر التأثر واضحاً على الرئيس السيسي، حيث أكد على دور «هذا الرجل العظيم في تاريخ مصر»، وتطرق إلى فترة تولي طنطاوي حكم البلاد عقب إطاحة ثورة يناير الرئيس السابق حسني مبارك، والتي انتهت بتسليم السلطة للرئيس المنتخب وقتذاك محمد مرسي، في أجواء مشحونة، مشدداً على أن الفقيد قاد البلاد بإخلاص.

وتابع: «دي شهادة للتاريخ إنه قاد هذه المرحلة بإخلاص شديد وتفان شديد وحكمة شديدة جداً، أدت إلى أن الدولة المصرية، التي كانت معرضة للانهيار وحرب أهلية كاملة، تعبر هذه المرحلة بأقل حجم من الأضرار التي تقابل دولة في مثل هذه الظروف»، ملخصاً موقف الفقيد بأنه «ماسك الجمر» بيديه خلال الفترة التي تولى فيها المجلس العسكري مسؤولية البلاد.

ويمتلك المشير طنطاوي (مواليد أكتوبر 1935)، سجلاً عسكرياً حافلاً منذ التحاقه بالكلية الحربية، التي تخرج فيها عام 1956، ليشارك في صد العدوان الثلاثي على مصر في العام ذاته، كما شارك في حرب 1967، وحرب الاستنزاف، وأثبت بطولة نادرة في حرب أكتوبر 1973، إذ كان أحد أبطال معركة المزرعة الصينية، وقاد الكتيبة 16 مشاة لتكبيد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة.

ويرتبط الفقيد بذكريات خاصة مع الكويت، إذ شارك في حرب التحرير عام 1991، شاغلاً منصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية، ونجحت القوات المصرية تحت قيادته في خوض معارك شرسة، وحققت انتصارات ساحقة على محور حفر الباطن ومطار علي السالم ومدينة الكويت. وتقديراً لجهوده، حصل على وسام تحرير الكويت، ونوط المعركة، وميدالية تحرير الكويت.

وعاش طنطاوي كوزير دفاع في ظل الرئيس السابق حسني مبارك منذ عام 1991، وعرف عنه البعد عن الأضواء، لكنه تصدر الأحداث عقب ثورة يناير 2011، التي أنهت حكم مبارك، إذ تولى المجلس العسكري تحت قيادته إدارة البلاد في فترة شديدة الاضطراب، انتهت بإشرافه على الانتخابات الرئاسية في 2012، التي انتهت بفوز الإخواني محمد مرسي، والذي سارع بعزل طنطاوي من منصبه.

لكن مع نجاح ثورة يونيو 2013 في إطاحة نظام مرسي، أعيد الاعتبار لطنطاوي، خصوصاً مع وصول تلميذه النجيب السيسي إلى سدة الحكم في يونيو 2014.