شخصان عزيزان علي وعلى الكثيرين من محبيهما، رحلا عنا منذ عدة أيام، أسأل الله أن يرحمهما ويغفر لهما ويسكنهما الجنة، كان لهما حضور كبير في مجال عملهما، وكانا محبوبين عند الناس، الأول هو الأخ العزيز عبدالعزيز ثنيان المشاري، والثاني هو الأخ العزيز عادل حمد العيار.

المرحوم عبدالعزيز (بوسعود) كان ذا خلق رفيع، فهو إنسان خدم بلده بكل أمانة وإخلاص وتنقل بين وظائف كثيرة آخرها توليه منصب مختار لمنطقة اليرموك، عمل، رحمه الله، على جعل اليرموك منطقة نموذجية في كثير من الخدمات التي كان يشرف عليها شخصياً ومتابعة أمورها مع أجهزة الدولة المختلفة، ويشهد له الكثير في هذا العمل، حتى أصبحت اليرموك أكبر من اسمها كضاحية عندما اختيرت كأول مدينة صحية في الكويت، باعتراف المنظمات الدولية، وهذا الجهد مشترك مع الذين عملوا بجد وإخلاص معه من الجهاز الطبي النشيط بمنطقة اليرموك، وعلى رأسهم الأخت الفاضلة الدكتورة هدى دويسان رئيسة مركز عبدالله العبدالهادي الطبي.

Ad

كما أن المرحوم عبدالعزيز المشاري قارئ نهم ومتابع لكل كلمة يقرأها، فإنه عندما أهديته بعضاً من كتبي أشار إلى خطأ مطبعي ورد في كتابي وشكرته عليه، كان ذلك قبل وفاته بشهر تقريباً، ورغم أنني أرسل له رسائل نصية فكان يرد عليها رغم مرضه، وعندما انقطعت رسائله أحسست أنه دخل مرحلة أخيرة مع المرض، وأفادني بعض أقربائه بأنه في المستشفى في وضع صحي حرج، كما كان رحمه الله يرأس لجنة أهالي الشهداء والمفقودين وكان ينوي الكتابة عن الدور الذي قام به شقيقه الشهيد يوسف المشاري أحد قادة المقاومة الكويتية ولكن القدر لم يمهله.

رحم الله الأخ العزيز عبدالعزيز ثنيان المشاري وأسكنه فسيح الجنان وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، والعزاء لأسرتي المشاري والجاسر. "إنا لله وإنا إليه راجعون".

والعزيز الآخر الذي رحل عن دنيانا هو الأخ عادل حمد العيار، كان أخاً وزميلاً معي في وزارة الخارجية، وتقلد منصب سفير، وبعدها منصب مساعد الوزير بالخارجية، عرفت عادل إنساناً متواضعاً طيب القلب ومخلصاً لبلده، وأدى مهامه بالأمانة والإخلاص، وكنت أزوره في منزله لأطمئن على صحته بين حين وآخر، وكان متفائلاً فيبتسم رغم مرضه، وللأسف نظراً لظروف جائحة كورونا لم أستطع زيارته، ولكنني شاركت الكثير من محبيه في تشييع جنازته، وهذا أقل شيء أقوم به لأخ وصديق وزميل رحل عنا، وترك ذكرى عطرة عن حياته، أسأل العلي القدير أن يرحمه ويغفر له ويسكنه الجنة، ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان، والعزاء لأسرتي العيار والساير. "إنا لله وإنا إليه راجعون".

وبما أن لي الكثير من الإخوة الأعزاء فكان واجباً عليّ أن أشارك أحد الأصدقاء والزملاء تقديم العزاء للأخ العزيز السفير سليمان الفصام (بوطلال) لوفاة زوجته العزيزة ولأسرتي الفصام والصانع الكريمتين في مصابهم الجلل، رحم الله أم طلال وأسكنها فسيح جناته، "إنا لله وإنا إليه راجعون".

محمد أحمد المجرن الرومي