قال أنطونين أرتو: "إن المسرح هو الذي يجعلنا نحلم ونحن مستيقظون، ولا يمكن أن يكون مسرحا إذا تخلى عن هذه المهمة".

إن أكاديمية الفنون مهمة حالها حال جامعة الكويت والهيئة العامة للتطبيقي في تطوير وتكوين المجتمع للنهوض به، لذا تعد الكويت من أولى دول الخليج في إنشاء المسرح، في عام 1936 حضرت البعثة التعليمية الفلسطينية وأسست مسارح مدرسية في مدارس الكويت، وكان محمد محمود نجم أحدهم، أما حمد الرجيب فكان بروزه نهاية الأربعينيات في بيت الكويت بالقاهرة، قبل أن يضع زكي طليمات الأساسات الأكاديمية، فأصبح معهد الدراسات المسرحية الذي تخرج منه محمد المنصور وسعاد عبدالله وعلي المفيدي وغيرهم.

Ad

كانت الدراسة سنتين ويعطى شهادة الدبلوم، ثم تحول فيما بعد إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، وأصبحت شهادتهم بكالوريوس، والدراسة مدتها 4 سنوات، وكان مقره منطقة الشامية، والذي استمر في تخريج أجيال عديدة منها بدر محارب وداود حسين ونجف جمال وانتصار الشراح وسعاد علي من مملكة البحرين، والكثيرين الذي لا يمكن إحصاؤهم، وبعدها انتقلوا من الشامية إلى منطقة السالمية، وهذه شبيهة بجامعة الكويت في بدايتها إلى أن تطورت، وكذلك مبانيها متشابهة ومتقاربة تعتبر قديمة شبه متهالكة تحتاج ترميمات إلى أن كتب النور للشدادية وبنيت. وأتت المفاجأة التي طال انتظارها والتي كانوا ينادون بها ليلاً ونهاراً، ففي عام 2010 صدر مرسوم أسعد المتخصصين والمهتمين بالمسرح وهو (مرسوم تأسيس أكاديمية الكويت للفنون الذي يحمل رقم 391/ 2010)، مثله مثل جامعة الكويت (المرسوم بقانون رقم 30 لسنة 2004)، وفي شهر ديسمبر 2010 أعلنت الوزيرة د.موضي الحمود في مؤتمر صحافي تشكيل مكتب الكلية التنفيذي، فقالت إنها مهمة تاريخية تدعم وتطور الثقافة والفنون، وقال نائب المدير السابق غالب العصيمي: نهدف إلى تكون أكاديمية الكويت للفنون المؤسسة التعليمية الثالثة، ولكن أتت الصدمة فخاب ظنهم عندما تعطل وتأخر بناء هذا الصرح الأكاديمي الذي يحتوي على أقسام للسينما والتلفزيون والفنون التشكيلية والمسرح والموسيقى، وهذا التأخير أشبه بتأخير الشدادية من معوقات لعدم استكماله، فنجد النواب قد صرحوا على فترات عن سبب التأخير ومنهم من اقترح انضمامها إلى مظلة أكاديميات أخرى.

وفي يونيو 2015 سأل النائب راكان النصف الوزير بدر العيسى عن المرسوم وإلى أين وصل؟ وفي 12 نوفمبر 2015 اقترح النائب صالح عاشور نقل تبعية أكاديمية الفنون للتطبيقي، وفي مارس 2020 النائب عمر الطبطبائي يسأل الوزير د.سعود الحربي عن سبب تعطيل مرسوم إنشاء أكاديمية الفنون؟

ولكن هل يوجد أمل لبناء هذا الصرح عندما تدارس مجلس الوزراء في يونيو 2021 في اجتماعه على توصية لجنة الشؤون القانونية بإنشاء أكاديمية الكويت للفنون؟

رسالة:

الكرة في ملعب الوزير الآن والتحديات مقبلة على هذه الأكاديمية في تخصصاتها وتطوير مناهجها وكتابة البحوث والدراسات العلمية، وكذلك فتح أقسام للدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه)، لذا نتمنى النظر فيها والاستعجال في بنائها.

محمد القلاف