أكد الروائي بسام المسلم أن المشهد الأدبي الكويتي جزء من المشهد العام، لافتاً إلى أنه لكي يعطي تقييماً موضوعياً يحتاج إلى نظرة له من الخارج.

وأضاف المسلم، خلال استضافته في إذاعة الكويت عبر البرنامج الثاني ببرنامج "في ثنايا الأدب" حيث حاوره الناقد فهد الهندال: "أستطيع أن أقول بشكل عام أن المشهد جيد من ناحية الإصدارات سواءً القصصية أو الروائية أو الشعرية، ولاحظت مؤخراً أن الإصدارات الكويتية بدأت تلفت النظر على الساحة العربية بشكل كبير".

Ad

وبينما ذكر أن الناشر يساهم بشكل كبير في نجاح الكاتب، تطرق إلى موضوع الجوائز، وقال إنها أحياناً تكون مثل ورقة الحظ، فترشيح الناشرين للكتاب في الجوائز بالنهاية "ورقة حظ يرميها الناشر، ممكن أن يفعلها الكاتب ويدخل القائمة الطويلة أو القصيرة، وممكن أن يحصد الجائزة، وهنا ممكن أن تبدأ تجربة طويلة بين هذا الناشر والكاتب، لأن رهان الناشر في الأصل كان رهاناً موفقاً".

وعن جائزة الدولة التشجيعية ومسألة التناصف قال: "أرى أن جائزة الدولة التشجيعية أكبر من أن يتم تناصفها، خصوصا أنها جائزة أدبية، وأفترض في لجنة التحكيم أن يكون عدد أعضائها فردياً غير قابل للانقسام، فكيف إذاً تتناصف الجائزة؟ وهذا أيضا ينطبق على الجوائز الأخرى، مثل جائزة الرواية العربية، وحتى العالمية، ولكنني لا أفهم هذه المسألة خصوصا في جائزة الدولة التشجيعية، وبالمناسبة زاد تناصف الجائزة بعد أن رُفعت قيمتها المادية، وغير ذلك في بعض الحالات هو تكرار الفائزين في الدورات السابقة، لكن الجائزة هدفها في المرتبة الأولى التشجيع والدعم، لذلك أدعو إلى إعادة النظر بالشروط والمعايير التي تُمنح على أساسها الجوائز، ولا أتحدث عنها من المنظور المادي فقط لأن للجائزة قيمتها المعنوية".

وذكر المسلم أن جائزة الرواية العربية التي تسمى "البوكر" أنعشت المشهد الروائي عربيا وروجت لأسماء معينة، وشجعت القراء على الاطلاع، ولكن كان لها دور في غياب وضمور الشعر، والقصة القصيرة، ووصف جائزة الرواية العربية بأنها "مباراة الناشرين"، مضيفاً: "عند التدقيق على شروط الترشيح ستجد شروطاً عجيبة غريبة تساعد على احتكار المشهد العربي لناشرين معينين، وهذه الشروط تقلل من فرصة دور النشر الجديدة، وتعزز حظوظ الناشرين الكبار".

وبشأن الرواية ومنافستها للقصة، قال: "حالياً لا أرى هناك منافساً للرواية من القصة القصيرة أو الشعر، الرواية هزمت الفنون الأدبية الأخرى إلى الآن، وهذا شيء مؤسف ويتحمل مسؤوليته أكثر من طرف منهم الكتّاب والشعراء بالدرجة الأولى، الذين يهجرون الشعر، إذ تجد الشاعر يكتب الشعر ثم يقفز إلى الرواية، يقفز لأن القصة القصيرة قريبة من الرواية، مثلما الشعر أقرب إلى القصة القصيرة من الرواية".

وأضاف: "أما بقية الأطراف الذين يتحملون مسؤولية، والحديث بشكل عام، فهم الناشرون الذين لم يعودوا يتحمسون لإصدار المجموعات القصصية بينما هم متحمسون جدا للرواية، حيث أصبحت الرواية الآن السلعة الرائجة، لأن الناشر بالنهاية تاجر، وجزء من عمله أن يسوّق"، مؤكداً أن "قلة اهتمام الناشر العربي بالقصة القصيرة أدت إلى ضمور كبير بها، ونحن لا نريد أن نلوم القراء كطرف مسؤول لأنهم يعتبرون مُستقبِل لما ينتجه الطرفان الكاتب والناشر، أما الناقد فينقد ما هو موجود أو متاح، والقصة حاليا ليس لها حضور، وبطبيعة الحال سيكون النقد ضعيفا جدا للقصة القصيرة لأنها غير متاحة وغير موجودة".

الجنون والرواية

وعن تجربته في كتابة الرواية والقصة قال المسلم "إن تجربة كتابة الرواية متعبة ومزعجة، وتتمثل تحدياً كبيراً يدفعك بدون مبالغة إلى الجنون وفي أكثر من مرحلة تريد أن تتوقف وتحذف المشروع برمته، لأن الكتابة تحتاج إلى نفس طويل وإلى أمور أخرى أكثر من القصة كبحث ومعايشة للشخصيات لفترة طويلة، لافتاً إلى أنه يستعد لإصدار مجموعته القصصية الثالثة.

● فضة المعيلي