نفى المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان الأفغانية، محمد نعيم، أمس، إيواء الحركة زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، دون أن يوضح إذا كان خلَف أسامة بن لادن موجوداً في أفغانستان أو لا.

ورداً على سؤال حول إعلان القائم بأعمال جهاز الاستخبارات المركزية الأميركي السابق، مايكل موريل، أن الظواهري يعيش في أفغانستان، حيث تأويه «طالبان»، قال نعيم لوكالة سبوتنيك الروسية «هذا كذب، لا علاقة له بالحقيقة».

Ad

وكان الظواهري قد ظهر قبل أيام بتسجيل مصوّر في الذكرى الـ20 لاعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية على أميركا، تطرّق فيه الى الانسحاب الأميركي من افغانستان دون أن يأتي على ذكر سيطرة «طالبان» على البلاد.

وأثار نفي نعيم إيواء الظواهري تساؤلات عن مكان وجود المطلوب الأميركي رقم 1، والذي كان يعتقد انه يقيم في أفغانستان. وتمكنت الولايات المتحدة من تصفية زعيم ومؤسس «القاعدة» السابق، أسامة بن لادن، بمزرعة في باكستان.

وتتجنب «طالبان» الرد على أسئلة عن قطع علاقتها مع «القاعدة» بعد سيطرتها على أفغانستان إثر الانسحاب الاميركي الشهر الماضي. وقال متحدث باسم الحركة إنه يعتقد أن التنظيمات المسلحة الموجودة في أفغانستان ستوقف عملياتها بعد استكمال الانسحاب الأميركي، مضيفا أن حركته قد تتحرك ضد تنظيم داعش إذا رفض وقف العمليات.

من ناحية أخرى، نفى نعيم مقتل النائب الأول لرئيس الوزراء بالوكالة في حكومة «طالبان» الملا عبدالغني برادر. وتناقلت منصات التواصل الاجتماعي معلومات عن مقتل برادر، بعد إصابته بجروح في القصر الرئاسي جراء اقتتال داخلي.

وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يتولى برادر رئاسة الحكومة، لكن الرجل الذي برز في الأيام الأخيرة من الانسحاب الأميركي اختفى تماماً وبشكل مفاجئ عن الصورة.

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، أن بلاده حضّت حكام حركة طالبان على احترام حقوق المرأة.

وقال الوزير القطري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان بالدوحة أمس: «نعتقد أن الإصرار على مسألة الاعتراف في الوقت الحالي لن يكون مفيداً لأحد. ما نعتقد أنه يمكن أن يكون مفيداً وبنّاء بدرجة أكبر هو الانخراط معهم للتأكد من تنفيذ الالتزامات التي تعهدوا بها».

وأكد وزير خارجية قطر التزام بلاده «بدعم كافة الجهود التي من شأنها تحقيق المصالحة الوطنية في أفغانستان».

من جانبه، قال وزير خارجية فرنسا إن «هناك أسئلة حول تعهدات طالبان بشأن تعليم النساء ومنحهن حقوقهن».

والأحد، صار وزير الخارجية القطري أرفع مسؤول دبلوماسي يزور أفغانستان منذ عودة «طالبان» إلى السلطة، والتقى عددا من وزراء حكومة الحركة ومسؤولين كبار آخرين بينهم الرئيس السابق حامد كرزاي.

وقال إن «طالبان» أبلغت المسؤولين القطريين برغبتها في التواصل مع المجتمع الدولي وإعادة فتح السفارات التي أغلقت أبوابها.

في غضون ذلك، استقبل مطار كابول، أمس، طائرة مدنية باكستانية في أول رحلة تجارية أجنبية منذ سيطرة الحركة على العاصمة الأفغانية منتصف الشهر الماضي، تعيد الأمل للأفغان الذين يحاولون مغادرة البلاد.

وحطّت الطائرة وعلى متنها نحو 10 مسافرين، ثم أقلعت بعد ساعة ونصف تقريبا وعلى متنها 70 مسافرا معظمهم أفغان.

وبينما تُخطّط روسيا لإرسال مساعدات غذائية وطبية إلى أفغانستان قريبا، عقد في جنيف مؤتمر للمانحين لدعم أفغانستان استضافته الأمم المتحدة أمس، لمواجهة أزمة إنسانية متنامية.

وفي كلمته خلال المؤتمر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدول لتقديم المساعدات، التي يحتاج إليها الأفغان بشدة، ودعم النساء وغيرهن من الفئات، التي يبدو أن طالبان تهدد حقوقها، قائلا إن «الشعب الأفغاني يحتاج إلى طوق نجاة».

بدوره، دعا الناطق الرئيسي باسم «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، أمس، المجتمع الدولي للتعاون مع «الحركة» من أجل مساعدة الأفغان. وأضاف: «تم الحفاظ على الأمن في البلاد، والمواطنون يواجهون أزمة اقتصادية، الطعام شحيح والأدوية نادرة»، مرحّباً بالمؤتمر الأممي لمساعدة بلاده.

وتعهّد بأن يعمل النظام بصورة شفافة عندما يتعلّق الأمر باستخدام المساعدات وضمان توزيعها بصورة آمنة.