بعد الاحتفالية التي أبهرت العالم في 3 أبريل الماضي، وجرى خلالها نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بميدان التحرير وسط القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط شرقي العاصمة المصرية، يستعد المصريون لحدث تاريخي جديد، لكن هذه المرة ستتجه أنظار العالم إلى جنوبي بلد الأهرامات، حيث سيجري افتتاح "طريق الكباش" في مدينة الأقصر، تزامناً مع عيدها القومي في 4 نوفمبر المقبل. ويُعد طريق المواكب الكبرى المعروف بـ "طريق الكباش" أحد أبرز المشروعات الأثرية الكبرى التي انتهت مصر من تنفيذها أخيراً، وتهدف إعادة إحياء الطريق الأثري إلى إنعاش الحالة الاقتصادية والسياحة الأثرية في البلاد، عبر تحويل مدينة الأقصر التي استعادت بريقها إلى أكبر متحف مفتوح في العالم من خلال ربط معبد الكرنك ومعبد الأقصر ومعبد موت وأطلال مدينة طيبة القديمة.

ويربط هذا الطريق التاريخي بين معبدي الأقصر والكرنك، وتصطف على جانبيه تماثيل على شكل أبي الهول برأس كبش، وسُمي "طريق الكباش" بهذا الاسم قديماً لكونه كان يعمل على حماية معبد الكرنك وطرد الأرواح الشريرة.

Ad

ويبلغ طول الطريق 2700 متر ويضم 1200 تمثال، وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي وتقام على هيئتين، الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان (أبوالهول)، والثانية على شكل جسم الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الإله آمون رع.

وبدأ العمل على إنشاء طريق الكباش في عهد الملك أمنحتب الثالث، تاسع ملوك الأسرة الـ18، ثم جاء الملك رمسيس الثاني ورممه وأضاف اسمه على الكثير من الكباش، واستمر العمل في الطريق نحو ألف عام، حتى تم الانتهاء منه في عهد الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين (آخر الأسرات المصرية القديمة).

ورجّح مدير معابد الكرنك، مصطفى الصغير، أن يجري افتتاح طريق الكباش في نوفمبر المقبل، بالتزامن مع العيد القومي لمحافظة الأقصر القومي، مؤكداً أنه سيكون حدثاً عالمياً كبيراً، بما يسهم في الترويج للسياحة المصرية.

أحمد الجمَّال