لقد اجتاحت جائحة كورونا (كوفيد19) جميع أرجاء العالم، وأسفرت عن أكثر من 200 مليون حالة إصابة و4 ملايين حالة وفاة، مما أحدث أضرارا جسيمة اجتماعيا واقتصاديا في دول العالم المترابطة بلا استثناء، إذ أعاق الوباء حركة التجارة العالمية، وأثار مسائل متعددة مثل تفاقم الفقر وركود أنشطة التعليم وإهمال حق المساواة بين الجنسين، حيث كان التحدي أشد على الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض.

نظراً إلى الموجة الجديدة التي جاء بها متحور دلتا الشديد العدوى، فإن دول العالم تتطلع من الأمم المتحدة (UN) تكثيف الجهود لإنهاء الأزمة من أجل ضمان التعافي الأفضل وإعادة البناء بشكل مستدام، إذ إنها مهمة شاقة تتطلب تكاتف جميع الأطراف المعنية، ولعله قد حان الوقت لكي ترحب المنظمة العالمية بانضمام تايوان، الشريك المهم الذي على أتم الاستعداد لتقديم الدعم والمساندة.

Ad

على مدار الأشهر القليلة الماضية كانت تايوان مثل العديد من الدول الأخرى تواجه تزايد حالات الإصابة بفيروس كوفيد19 بعد قرابة عام من النجاح في الحد من انتشار الفيروس، ومع ذلك فقد سيطرت على الوضع بشكل مناسب، مما أتاح لها جاهزية أفضل للتعاون مع الدول الحلفاء والشركاء لتصدي التحديات التي نجمت عن الوباء. إن قدرة تايوان المتميزة على احتواء الوباء، واستجابتها السريعة لديمومة الطلب في منظومة سلسلة التوريد العالمية، والمساعدات الجوهرية التي قدمتها لشركائها، كلها تدل على حقيقة أنه لا يوجد أسباب مقنعة في إبعاد دور تايوان البناء من منظومة الأمم المتحدة،

وإن منع أعضاء المجتمع المدني التايواني من دخول الأمم المتحدة يخالف التعددية، ويتعارض مع المبادئ التأسيسية للأمم المتحدة لتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ويعرقل جهود الأمم المتحدة الشاملة.

على مدى ستة عقود ظلت تايوان تقدم المساعدات للدول الشركاء في جميع أنحاء العالم، ومنذ أن تجسد جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة في الأمم المتحدة، أصبحت تايوان تركز على مساعدة الشركاء في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، وأيضا في الآونة الأخيرة صبت جهودها لمساعدتهم في مكافحة الجائحة والتعافي بعد الجائحة. وفي الوقت نفسه، في الداخل، سعت تايوان إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة مثل المساواة بين الجنسين، والمياه النظيفة والنظافة الصحية، والصحة الجيدة والرفاهية، إذ نقدم حلولا قائمة على الابتكار ومصلحة المجتمع من خلال التعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص لخدمة المجتمع أجمع.

لقد صنّف التقرير العالمي للسعادة 2021 الذي أصدرته شبكة حلول التنمية المستدامة تايوان في المرتبة الأولى في شرق آسيا، والمرتبة 24 في العالم، وتعكس مؤشرات التقرير ما يشعر به الشعب في بلده من مساندة النظام الاجتماعي له والإنجازات التي تحققها الدولة لأهداف التنمية المستدامة. إن تايوان تسعى إلى نقل تجربتها والتعاون مع شركائها في العالم لبناء مستقبل أفضل وأكثر مرونة للجميع.

في الوقت الذي دعت الدول فيه إلى اتخاذ إجراءات مناخية من أجل إيجاد بيئة صافية من انبعاثات كربونية بحلول عام 2050، عملت تايوان بما لديها من الجهود على رسم خريطة طريق نحو ذلك، فقد أعدت مسودة تشريعات مخصصة لتحقيق الهدف المرجو، إذ إن مخاطر تغير المناخ لا تتقيد بالحدود، وإذا أردنا مستقبلاً مستداماً فلا بد من تضافر جهود الجميع، إن تايوان تدرك ذلك، وتعمل على إيجاد الحل الأنسب لتحويل تحديات تخفيض الكربون إلى فرص جديدة.

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في خطابه لتولي ولايته الثانية للمنصب في يونيو من العام أن جائحة كوفيد19 كشفت عن أننا في سفينة واحدة خيراً وشراً، وأنه لا بد من إشراك جميع الأطراف لكي تستفيد الأمم المتحدة والدول والشعوب التي تخدمها.

إذاً الآن وقت تكاتف جهود الجميع من أجل التعافي والانتعاش، فلو أبعدنا شريكا قادرا على تقديم الإنجازات من المساهمة، لكانت خسارة معنوية ومادية للعالم، إن تايوان قوة من أجل تحقيق الخير، لقد حان الوقت لإشراك تايوان وجعلها تساعد.

● وزير خارجية تايوان جو شيه جوزيف وو