شاب عربي مقيم في هولندا... في إحدى المرات، كان يقود سيارته فاجتاز الإشارة الضوئية الحمراء، فجاءته رسالة من إدارة المرور بدفع قيمة المخالفة 150 يورو، وله حق الاعتراض خلال أسبوع من تسلمه المخالفة.

قدم الشاب اعتراضاً على المخالفة، فأرسلت إليه إدارة المرور رسالة ثانية مفصلة بالمنطقة التي اجتاز فيها إشارة المرور، والتاريخ والساعة والدقيقة، ومرفق مع المخالفة 3 صور له قبل قطعه للإشارة، وأثناء وبعد قطعه لها. فما كان من الشاب سوى التوجه إلى إدارة المرور لدفع المخالفة المرورية، وهو يبتسم.

Ad

في يوم من الأيام، وهو جالس في المسجد يقرأ في كتاب الله سورة الجاثية استوقفته الآية التالية: «هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون» (29)، فاقشعر بدنه وأخذ يفكر في المخالفة المرورية، فقال في نفسه: آلة من صنع الإنسان لم أستطع الهروب منها، صورتني الكاميرا، وهذا دليل قاطع على أني ارتكبت المخالفة المرورية، فكيف برب العالمين عندما يقول عن ملائكته الكرام الذين يكتبون الحسنات والسيئات: «هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون»؟!

ويقول سبحانه وتعالى في سورة الكهف: «ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا» (49).

فإذا كانت ملائكة رب العالمين تسجل جميع أعمالنا صغيرها وكبيرها، ولا يخفى شيء في الأرض ولا في السماء عن رب العالمين، فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يتقوا الله في جميع أعمالهم، ولا يتبعوا خطوات الشيطان فإنه عدو مضل مبين، وأن يعبدوا الله كأنهم يرونه، فإن لم يكونوا يرونه فهو يراهم.

* آخر المقال:

«التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل» الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

● محمد العويصي