استقبل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، بقصر بيان أمس، رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، حيث استعرض الجانبان العلاقات الثنائية، والعزم المشترك لتعزيز التعاون، وسبل تنمية التجارة البينية، في ظل رغبة لتنمية الشراكة بين البلدين، ولعب دور فعال في مجال التنمية المستدامة والاستثمار الصناعي والتجاري، فضلاً عن بحث أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك ومستجدات الأوضاع في المنطقة.

وبعد تصريحه، عقب وصوله إلى البلاد، بأن «التباحث مع القيادة السياسية في الكويت ضروري جداً لرسم خريطة طريق إقليمية تحدد بوضوح المتغيرات في المنطقة»، أكد الكاظمي، خلال مؤتمر صحافي حضره رؤساء تحرير الصحف المحلية أمس، أن «الكويت جارة وصديقة وفي قلب كل عراقي، وعطاؤها ممتد إلى الشعب العراقي، والتاريخ الثقافي لم ينصف الكويت ويحفظ لها موقعها، حينما شاعت مقولة أن القاهرة تكتب وبيروت تنشر وبغداد تقرأ»، مستذكراً: «كنا نبحث في مكتباتنا للحصول على نسخة من مجلة العربي».

Ad

وبينما أكد أن للعراق مصالح كبيرة جداً مع الكويت، ومن غير المقبول ضعف التبادل التجاري بينهما إلى هذا المستوى، مرجعاً تعطيل مشروع المنطقة الشمالية بين البلدين إلى البيروقراطية الكامنة في تركيبة المؤسسات العراقية»، رأى أن «العراق اليوم يحتاج إلى الكويت، والكويت تحتاجه، ولا خلافات بيننا، ويجب أن نتحاور ونمضي قدماً».

ورداً على سؤال، أقر بأن هناك ابتزازاً في بلاده للمستثمرين الكويتيين وغيرهم «من قبل أمراء الحرب الذين أصبحوا رجال أعمال في العراق، ونحن كدولة نحارب هؤلاء»، لحماية المستثمرين، مؤكداً أن بابه مفتوح بشكل شخصي لحل أي مشكلات تقف بوجه المستثمرين الكويتيين «كما نحتاج إلى إصلاح تشريعاتنا خصوصا تلك التي تفرض وجود شريك عراقي».

وأوضح أنه أكد، خلال اجتماعاته مع المسؤولين الكويتيين، على احترام القرارات الدولية، وتنفيذها وأهمية العلاقات القائمة على المصالح المشتركة بين البلدين.

وفيما يتعلق باستقرار بلاده، أعرب عن تفاؤله بشأن المستقبل «رغم الأوجاع التي واجهتنا والمشكلات الناجمة عن سوء الإدارة والتدخلات الخارجية»، لافتاً إلى أن الحكومة الحالية انبثقت من رحم الانقسام، «والحروب التي جربناها ولم يعد لدينا الآن إلا الحوار والتكامل والتعايش معاً».

وذكر أنه «لا خيار لنا إلا دولة المؤسسات، وبلادنا لن تتعافى إلا بتطور تلك المؤسسات، ولا بديل لنا للديموقراطية، فالحوار أملنا الوحيد، ولو دام ألف سنة»، معقباً بأن العراق «لا يحتاج الآن إلى حَجَّاج آخر، بل إلى راع وقائد وأب يرعى أبناءه»، لاسيما بعدما «عشنا آثار الحروب سنين طويلة».

وجزم الكاظمي بأن موعد الانتخابات التشريعية في بلاده غير قابل للتأجيل، وسيكون في 10 أكتوبر، وأنه بصدد طرح وثيقة إصلاح عامة يتم اعتماد بنودها كثوابت أساسية للعراق، موجهاً دعوته إلى الصحافة الكويتية لزيارة بلاده، ورصد جميع السلبيات والإيجابيات، والكتابة عنهما بكل حرية.

ناصر العتيبي