كلنا مؤمنون بعودة الدراسة في المدارس، وهناك إجماع على ذلك، خصوصاً أن وزارة الصحة بدأت بخطوات العودة إلى الحياة الطبيعية، من فتح الصالات الرياضية والمطاعم وغيرها من الأنشطة، ولا أحد يختلف على أهمية عودة الطلبة إلى مدارسهم، لكن هذا يتطلب مجموعة من الخطوات تجاه جاهزية المدارس وتأمين عودة آمنة، وبناء على ذلك لنا عدة ملاحظات منها: وجود نقص في عدد العاملات، وضباط أمن المدارس، لسفر عدد كبير منهم، إضافة إلى إجراءات الترحيل، التي اتخذت دون توفير بدائل، والنقص المحتمل في أمناء المخازن.

كما نشير إلى النقص الحاد في المكيفات، بسبب عدم إجراء صيانة شاملة، وما نقصده بالصيانة هو تبديل جميع وحدات التكييف، نظراً لأهميتها في أجواء الصيف الحارة. وعدم صيانة دورات المياه في جميع المدارس، وخصوصاً رياض الأطفال، وعند التواصل مع المناطق التعليمية يكون جوابهم أن الأولوية لمدارس المرحلة الثانوية ثم المتوسطة، وصولاً إلى رياض الأطفال، لعدم وجود ميزانية كافية. كما أن شبكات المياه قديمة جداً، وكذلك خزانات الماء، وأغلبها من دون أغطية تقيها من التلوث، فضلاً عن صيانة أسوار المدارس والفصول ومرافق رياض الأطفال، ومطافئ الحريق. وكذلك النقص في تجهيزات التغذية، والأثاث المدرسي، ولا ننسى أن مخازن وزارة التربية لا تقوم بعملها على الوجه الأكمل من حيث توزيع الأثاث المطلوب، وهو ما سبب نقصاً حاداً في هذا الجانب.

Ad

ما ذكرناه غيض من فيض، ومن الواضح أن وزارة التربية قررت العودة إلى المدارس بناء على تجربتها في الامتحانات الورقية، ولا مجال هنا للمقارنة، كما أنها لم تضع خططاً بديلة في حال انتشار الوباء مرة ثانية، بحيث تكون جاهزة لكل الظروف. ونتساءل لماذا لم توفر الوزارة خدمة فحص المسحة بالتعاون مع وزارة الصحة؟ وهو ما يؤكد أن خطة العودة للمدارس تمت من دون التنسيق الكافي مع الأخيرة.

كما يجب إعادة النظر في توقيت الحصة الدراسية، فـ 60 دقيقة وقت طويل جداً، ولم تعط الخطة فرصة لصلاة الظهر، علماً أن آخر حصة الساعة الثانية وهو وقت متأخر.

ونشير هنا إلى أن الخطة لم تلحظ مشكلات المدارس الخاصة، التي يدرس فيها أكثر من 40٪ من طلاب الكويت في المراحل المختلفة، وأهمها نقص العمالة (مدرسين وعاملين)، نتيجة سفرهم وعدم تمكنهم من العودة، فنحو 60٪ من كوادرها التدريسية والإدارية غير موجودة، وإذا كنا نتحدث عن عودة دراسية شاملة، فيجب على الوزارة حل هذه المشكلة.

الملاحظ أن الخطة الدراسية لم تعرض على شريحة كافية من العاملين في التربية؛ لذلك نقترح على الأخ وزير التربية عقد مؤتمر داخلي بحضور أهل الميدان (نظار المدارس والوكلاء المساعدين وجمعية المعلمين) والاستماع إليهم والأخذ باقتراحاتهم وتعديل الخطة، لتكون فعالة وواقعية تحقق الهدف منها، وهو عودة دراسية آمنة.

***

«Catalyst» مادة حفّازة:

عودة المدارس + رأي أهل الميدان = قرار صحيح

د. حمد محمد المطر