في تدهور جديد للوضع الأمني في أفغانستان وعلامة على أن كابول تواجه خطر العنف مع سيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي، تبنت حركة «طالبان» أمس، استهداف مقر إقامة القائم بأعمال وزير الدفاع الجنرال بسم الله محمّدي بسيارة ملغومة، ما أسفر عن مقتل 8، محذرة من شن المزيد من الهجمات على كبار مسؤولي الحكومة.

وانفجرت آلية مفخخة يقودها انتحاري أولاً أمام منزل محمد عظيم محسني، وهو نائب في البرلمان عن إقليم باغلان، ما أسفر عن مقتل 8 مدنيين وإصابة 20 آخرين.

Ad

ومنزل محسني مجاور لمنزل محمدي الذي لم يصب في الاعتداء.

وتمكن نحو 7 مهاجمين من دخول منزل النائب الذي لم يكن موجوداً أيضاً فيه، واحتاجت القوى الأمنية إلى ساعات عدة لإخراج المهاجمين الذين قتلوا جميعاً.

ويعد محسني ابناً لقائد أفغاني بارز يقوم بتنظيم مجموعات من المقاتلين لمقاومة هجوم «طالبان».

وقال ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان»، إن الحركة استهدفت بواسطة عدّة مقاتلين، عقب انفجار سيارة مفخّخة، مقر إقامة محمدي مساء أمس الأول، وأشار إلى أن اجتماعاً مهماً كان منعقداً هناك في ذلك الوقت.

وأضاف أن الهجوم «بداية لهجماتنا الانتقامية ضد مسؤولي الحكومة، الذين يأمرون بشن هجمات ضد مدنيين ويجبرونهم على مغادرة منازلهم في إقاليم مختلفة على أساس يومي».

ووقع الهجوم في منطقة شيربور بمنطقة الشرطة العاشرة في كابول، وتعد مقر إقامة معظم المسؤولين الأفغان رفيعي المستوى، وهي أيضاً منطقة شديدة التحصين بالعاصمة، التي لم تشهد في الأسابيع الأخيرة ذلك النوع من العنف الذي يعصف بأجزاء أخرى.

ووقع الانفجار قبل ساعة من دعوة سكان كابول بترديد «الله أكبر» من فوق أسطح منازلهم لإظهار دعمهم لقوات الدفاع والأمن التي تقاتل «طالبان».

وبعد الانفجار هتف آلاف من سكان كابول «الله أكبر» من فوق أسطح منازلهم أو أثناء سيرهم في الشوارع.

في سياق متصل، تسبب انفجار لغم أمس، على جانب طريق في كابول بإصابة 3 أشخاص.

وصباحاً، وقع انفجار آخر قرب منشأة تابعة لمديرية الأمن الوطني بالعاصمة مما أسفر عن إصابة اثنين من المدنيين ومسؤول أمني. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن ذلك الانفجار.

وفي حين أعربت تركيا عن رفضها الشديد لاتخاذ أراضيها مركزاً لتنفيذ برنامجها الخاص بنقل لاجئين أفغان إلى أراضيها عبر دولة ثالثة، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها ستواصل توجيه الضربات الجوية لدعم القوات الأفغانية، مشددة على أنها تستمر بمراقبة أنشطة «طالبان» في ظل «الوضع الأمني المثير للقلق».

وقال الناطق باسم «البنتاغون» جون كيربي: «نمتلك الصلاحيات والقدرات لمساعدة القوات المسلحة الأفغانية على الأرض بالضربات الجوية، ونعترف بأننا نوجه الضربات، وسنستمر بتوجيهها من أجل دعمهم».

وفي إطار «برنامج قبول المهاجرين الأفغان العاملين في الولايات المتحدة وعائلاتهم»، قال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية طانجو بيلجيتش: «لا نقبل القرار غير المسؤول للولايات المتحدة من دون استشارتنا. وإذا أرادت نقل هؤلاء اللاجئين لأراضيها، فمن الممكن أن يتم ذلك مباشرة بالطائرات».

إلى ذلك، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن الحكومة الأفغانية أطلقت نحو 5 آلاف من أسرى «طالبان» بضغط من واشنطن العام الماضي لتفعيل عملية السلام، موضحة أن أحدهم هو مولوي طالب الذي يقود حالياً الهجوم على مدينة لشكركاه الاستراتيجية، عاصمة ولاية هلمند.

وكان الأسرى الذين تم إطلاقهم في إطار الصفقة بين الحكومة و«طالبان»، قد تعهدوا عدم المشاركة في الأعمال القتالية، لكن معظمهم عاد إلى ميدان القتال، حسب الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية فؤاد أمان.

ويشير المسؤولون الأفغان إلى أن طالب يقود المئات من عناصر «طالبان» الذين يشنّون هجوماً على لشكركاه منذ الأسبوع الماضي، وحاولوا السيطرة على السجن المحلي لإطلاق مزيد من أنصارهم.