يتميز أسلوب الفنان التشكيلي المصري، عبدالعزيز الجندي، بملامسة الجمال وإفشاء أسراره، كلما تقاربت فرشاته من سطح اللوحة، عزف سيمفونية فنية تعكس روعة البيئة المصرية، وتفرُّد خصوصيتها، وهي عوامل تتشارك في كونها قادرة على سلب أفئدة زائري معارضه المتميزة، وأحدثها معرض "براح" المُقام حالياً في قاعة "الباب/ سليم" بساحة متحف الفن الحديث في دار الأوبرا المصرية.

كعادته استطاع الفنان المصري المعروف، عبدالعزيز الجندي، لفت الأنظار إلى إبداعاته التشكيلية، من خلال معرضه الجديد الذي يغازل الطبيعة والبيئة المصرية، تحت عنوان "براح"، ويقام تحت رعاية وزارة الثقافة، وافتتحه قبل أيام رئيس قطاع الفنون التشكيلية، خالد سرور، وسط إقبال جماهيري واسع.

Ad

ويضم المعرض 31 لوحة من الأعمال الحديثة للفنان من إنتاج عامي 2020 و2021، ويعبِّر فيها كعادته عن موضوعات مستوحاة من البيئة المصرية، سواء من الأحياء القديمة والشعبية أو ذات المناخ الطبيعي كالخضرة والمراكب، ولكن في هذه المرة يختلف تناول الفنان لأعماله، فقد تعمَّد في معظمها أن يترك فراغات كبيرة في مسطح العمل، معبراً بذلك عن مفهوم "البراح"، الذي يترك متنفساً لباقي العناصر ويؤكدها، مع استخدام خط الأفق، سواء بشكل ملحوظ أو متضمناً في سياق الشكل، وبوجه عام يغلب على اللوحات الحس التعبيري باللمسات اللونية الصريحة والمختزلة، ويجنح هذا الحس أحياناً إلى ما يشبه التجريد.

وفي معرضه الجديد، الذي يستمر مفتوحاً أمام الجمهور حتى 7 أغسطس المقبل، تناول الفنان عبدالعزيز الجندي، في أغلب أعماله، تقنية ورق الذهب الملصق على السطح، فيما يشكل الأرضية العامة للعمل، والذي يضع عليها مفرداته بألوان الإكريليك والجواش والأحبار أحيانا، مع إضافة بعض الملامس من الورق المطبوع بزخارف نباتية وهندسية، بهدف إثراء السطح، وخلق علاقة تشكيلية بين هذه الخامات المختلفة.

يشار إلى أن الفنان الجندي، أستاذ في كلية الفنون الجميلة بمصر، ولد في القاهرة عام 1968، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1991 (قسم الغرافيك - شعبة الرسوم المتحركة وفنون الكتاب)، وحصل على درجة الدكتوراه عام 2001، والأستاذية في عام 2012، وهو مؤسس "مجموعة فناني اللقطة الواحدة".

وأقام الجندي العديد من المعارض الشخصية منذ 1993، أبرزها "وجوه"، و"مصري"، و"مشاهد مصرية"، و"كراكيب"، و"مائيات مصرية"، و"عن الأحياء الشعبية"، و"عربات"، و"مراكب"، و"رسوم سريعة"، و"شخوص محفورة"، و"يوم الجمعة"، و"من هنا"، و"شجن"، و"ملامح مبعثرة"، إلى جانب مشاركاته في معارض ثنائية وثلاثية وجماعية.

وخلال مسيرته الفنية، حصل على عدد من الجوائز منها الجائزة الثانية "تصوير" من صالون الشباب الحادي عشر عام 1999، والجائزة الثالثة "حفر" من صالون الشباب الثاني عشر عام 2000.

أحمد الجمَّال