كشفت مصادر إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي وضع لائحة أهداف إيرانية للرد على الهجوم، الذي تعرضت له الخميس ناقلة نفط يملكها إسرائيليون قبالة ساحل عُمان، مما أدى الى مقتل اثنين من طاقمها، في حين قال مسؤول دفاعي أميركي مطلع على تفاصيل الحادث، لشبكة «سي أن أن» التلفزيونية الأميركية، إن الناقلة تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة مفخخة يعتقد أن إيران تشغلها.

ونقلت «سي ان ان» عن مسؤول آخر أن الولايات المتحدة استجابت «لنداء استغاثة طارئ لهجوم واضح على غرار الطائرات بدون طيار»، وأن السفينة رافقت إلى الميناء حاملة الطائرات «يو إس إس رونالد ريغان» والمدمرة «يو إس إس ميتشر».

Ad

وأضاف المصدر أن طاقم الناقلة أفاد بأن الطائرة المسيرة انفجرت في هيكلها الخميس، كما أبلغوا عن محاولة فاشلة لهجوم بطائرة بدون طيار في وقت سابق من يوم الخميس، لكنهم قالوا إن الطائرة المسيرة سقطت في الماء.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، نقلاً عن مصادر إسرائيلية لم تعرِّف عنها، أن الهجوم نفذته على ما يبدو عدة طائرات مسيرة إيرانية تحطمت في غرفة المعيشة أسفل مركز قيادة السفينة.

وأضاف المسؤول أن الهجوم يشير إلى أن إيران توسّع عملياتها البحرية في المنطقة، وأن طهران تستخدم البحر للرد على الهجمات التي يُعتقد أن إسرائيل شنتها على إيران وحلفائها على الأرض.

وقالت مصادر أوروبية وأميركية مطلعة على تقارير مخابرات إن إيران هي المشتبه به الرئيسي في الواقعة، لكن المصادر شددت على أن الحكومات لا تزال تسعى للحصول على أدلة دامغة.

وقال موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي إن التقييمات الجارية في إسرائيل تشير إلى وقوع هجومين على السفينة تفصل بينهما بضع ساعات؛ لم يتسبب الأول في أضرار، لكن الثاني أصاب غرفة القيادة والتحكم، مما أسفر عن سقوط القتيلين. ونقل عن مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه قوله «سيكون من الصعب على إسرائيل غض الطرف» عن هذا الهجوم.

وكان الجيش الأميركي قال إنه استجاب لنداء استغاثة وتوجهت قواته البحرية إلى الموقع وشاهدت أدلة على وقوع هجوم. وأشار الأسطول الخامس الاميركي، في بيان، إن النتائج الأولى تشير بوضوح إلى هجوم نفذته طائرة بدون طيار.

وأوضح البيان أن سفن البحرية الأميركية رافقت ناقلة النفط، التي صعد أفراد أميركيون على متنها لتقديم المساعدة، وأن خبراء متفجرات يتواجدون بالناقلة للتأكد من عدم وجود أي خطر آخر.

لابيد

وأمس الاول، قال وزير الخارجية يائير لابيد إنه أبلغ نظيره البريطاني دومينيك راب بأنه لا بد من رد قاس على الهجوم الذي قتل فيه مواطن بريطاني. وأشار الى إنه «أعطى تعليمات للبعثات الدبلوماسية في واشنطن ولندن والأمم المتحدة للعمل مع محاوريها الحكوميين والوفود ذات الصلة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك» حول الحادث.

وأضاف لابيد أن «إيران ليست مشكلة إسرائيلية فقط، بل هي مصدِّر للإرهاب والدمار وعدم الاستقرار يلحق الأذى بالجميع... يجب ألا نظل صامتين أبداً في مواجهة الإرهاب الإيراني، الذي يقوض أيضاً حرية الملاحة».

وقال إنه تحدث الى نظيره البريطاني دومينيك راب، مؤكدا «ضرورة الرد بشدة على الهجوم على السفينة «.

بايدن

وفي الولايات المتحدة، لا تزال إدارة جو بايدن تلتزم الحذر. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جالينا بورتر «نراقب الوضع من كثب... نحن ننسق مع شركائنا الخارجيين من أجل الوقوف على الوقائع».

وقع الهجوم بعد استئناف المحادثات في أبريل في فيينا بين الأطراف الموقعة على الاتفاق المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني لعام 2015، وكان من المفترض أن يمنع طهران من تطوير القنبلة الذرية.

لكن الاتفاق بات على وشك الانهيار بعد أن سحب الرئيس السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة من جانب واحد منه في 2018، وأعاد فرض عقوبات قاسية على إيران، التي ردت بالتخلي تدريجيا عن بعض التزاماتها بموجبه. لكن محادثات فيينا التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر ستبقى مجمدة حتى يتولى الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي منصبه في 5 أغسطس.

إيران و«العالم»

في إيران، نقلت قناة «العالم» التلفزيونية الحكومية الناطقة بالعربية عن «مصادر مطلعة في المنطقة» أن الهجوم جاء رداً على «هجوم إسرائيلي نفذ مؤخراً» على مطار الضبعة في سورية، الذي يتواجد فيه ايرانيون، وتعرضت «العالم» أمس لانتقادات لاذعة، واعتبر معلقون ان ما فعلته كان بمثابة تبن ايراني للهجوم. والتزمت صحف ايرانية الحذر. وقالت صحيفة «كيهان» المحافظة إن «الغيب» هاجم السفينة الاسرائيلية.

عُمان

الى ذلك، نقلت وكالة الأنباء العمانية عن مصدر مسؤول في مركز الأمن البحري قوله إن «مركز الأمن البحري بالسلطنة تلقى معلومات حول تعرض ناقلة بحرية للمشتقات تدعى ميرسر ستريت لحادث. السلطنة تؤكد حرصها الدائم وتسخير كل الإمكانات للحفاظ على أمن وسلامة المرور في البحر الإقليمي العماني، وقدرة كل الجهات المعنية بالسلطنة على القيام بكل ما من شأنه سلامة الملاحة في البحر الإقليمي العماني».

وأضاف المصدر أن «البحرية السلطانية العمانية قامت بتسيير سفينة إلى مكان الهجوم. وأكدت النتائج الميدانية أن الحادث وقع بالفعل خارج البحر الإقليمي العماني، وأنه عند التواصل مع ملاك السفينة والطاقم أفادوا بأن السفينة ستواصل الإبحار إلى جهتها دون الحاجة إلى مساعدة».

كما أكد على «حرص السلطنة الدائم لتسخير جميع الإمكانات للحفاظ على أمن وسلامة المرور في البحر الإقليمي العماني، والقيام بكل ما من شأنه سلامة الملاحة في البحر الإقليمي العماني».