استغل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، آخر لقاء له مع حكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني، أمس، لتوجيه رسائل بكل الاتجاهات، ورسم صورة قاتمة للمفاوضات النووية في فيينا التي تنتظر جولتها السابعة تسلّم الرئيس الأصولي إبراهيم رئيسي السلطة في 5 أغسطس المقبل.

وأشار خامنئي، خصوصا، الى عقبتين لا تزالان تعترضان المفاوضات: أولاً، رفض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منح طهران أي ضمانات لعدم الانسحاب مجددا من اتفاق 2015 إذا جرى إحياؤه، وثانياً: اشتراط واشنطن على طهران الالتزام بإجراء مفاوضات في وقت لاحق بعد إحياء الاتفاق حول برنامجها الصاروخي وأنشطتها الإقليمية.

Ad

وأوضح خامنئي أن هذا الشرط الأخير هدفه "توفير ذريعة لتدخلاتهم المقبلة بالاتفاق النووي نفسه، وقضايا الصواريخ والمنطقة، وفي حال لم تتحدث إيران معهم بشأنها، سيقولون إنكم خالفتم الاتفاق".

ورغم أنه المسؤول الأول والأخير عن جميع القرارات التي اتخذتها حكومة روحاني، والتي لا بد أن تكون قد نالت مباركته، اعتبر خامنئي أن تجربة هذه الحكومة التي اعتمدت انفتاحا نسبيا على المجتمع الدولي، أثبتت أن "الثقة بالغرب لا تنفع".

وأوضح: "حيثما جعلت هذه الحكومة أعمالها مَنوطة بالمفاوضات مع الغرب وأميركا، أخفقت، وحيثما اعتمدت على القدرة الداخلية، حققت النجاح".

وأضاف "إنهم (الغرب) لا يساعدون في شيء، بل يوجهون الضربات حيث يستطيعون. وأينما لم يوجهوا الضربات، لم يكن لديهم القدرة على ذلك".

أداء اليمين وتشكيلة رئيسي

جاءت كلمة خامنئي عشية لقاء بين رئيسي والبرلمان الذي تهيمن عليه أكثرية أصولية، حيث سيستعرض، بشكل غير رسمي، مسودةً لتشكيلة حكومته على النواب، على أن يعرضها بشكل رسمي بعد أدائه اليمين الأسبوع المقبل.

وعلمت "الجريدة" من مصادر إيرانية أن حسين أمير عبداللهيان والسفير السابق في بكين وموسكو، الدبلوماسي المخضرم مهدي صفري، يتصدران الأسماء المرشحة لتولي وزارة الخارجية بدلا من محمد جواد ظريف.

من ناحيته، كشف عضو الهيئة الرئاسية بالبرلمان الإيراني، علي سليمي، أنه حتى الآن أعلنت 70 شخصية أجنبية استعدادها للمشاركة في مراسم أداء رئيسي اليمين.

وقال: "النقطة اللافتة هي أن هنالك دولا كانت علاقاتنا معها فاترة خلال الفترة الماضية، أعلنت استعدادها للمشاركة في هذه المراسم". وكانت معلومات قد أشارت الى أن "الخارجية" الإيرانية وجهت دعوة رسمية للسعودية للمشاركة في الحفل، لكن الرياض تريثت في الرد.

الاحتجاجات متواصلة

الى ذلك، تواصلت التظاهرات المتنقلة التي بدأت في محافظة خوزستان (جنوب غرب) التي تسكنها أقلية عربية كبيرة احتجاجاً على نقص المياه. وبعد أن وصلت الاحتجاجات الى طهران بسبب انقطاع الكهرباء، تجمع مساء أمس الأول متظاهرون في ساحة ولي العصر في بهارستان بأصفهان وفي إيوان غرب، ورددوا هتافات مناهضة لنظام الجمهورية الإسلامية، كما أضرموا النار في لافتة عليها صورة خامنئي. وهتف المتظاهرون: "خوزستان اتحاد اتحاد"، و"الموت للدكتاتور"، و"لا نريد الجمهورية الإسلامية، لا نريد"، و"رضا شاه لروحك السلام".

وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل لتجمع احتجاجي في مدينة إيفان غرب بمحافظة عيلام، بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.

قانون الإنترنت

وفي مؤشر سلبي من قبل البرلمان الذي يسيطر عليه الأصوليون، أقر النواب أمس قانوناً يقضي بإشراف الحكومة على نشاط مواقع التواصل واستخدام الإنترنت في البلاد. ويواجه هذا القانون انتقادات كثيرة من قبل نشطاء وحقوقيين اعتبروه "محاولة للحد من حرية مستخدمي الشبكة ومواقع التواصل".

ويربط القانون استمرار عمل التطبيقات الاجتماعية الداخلية والأجنبية بالالتزام بقوانين البلاد، وافتتاح مكتب رسمي لها داخل إيران، مانحاً مهلة 4 أشهر لهذه المنصات قبل إغلاقها نهائيا.

ووافق 121 نائباً على إحالة المشروع إلى لجنة الثقافة البرلمانية، وسط معارضة 74 نائباً وامتناع 9 عن التصويت، من 204 مشرعين حضروا الجلسة، من أصل 290 عدد نواب البرلمان الإيراني.