تمر علينا ذكرى الغزو العراقي الغادر الأسبوع القادم، وهي مناسبة نستذكر فيها تمام نعمة الله سبحانه علينا وعلى بلادنا الطيبة، بعد أن نصرنا على القوم الظالمين وجمع لنا جيوش العالمين وآوانا في بلادنا مرة أخرى بعد أن انتشر الكويتيون حول بلاد العالم وهم يحملون وطنهم الغالي في قلوبهم.

بطولات الكويتيين في الغزو العراقي مفخرة تاريخية مسجلة بأحرف من نور في وجدان كل كويتي، ما قام به الصامدون وما لاقاه المعتقلون ودماء شهدائنا الأبرار التي روت الحياة في شرايين الوطن قصص خالدة بالنسبة إلينا، لن نمل من روايتها وكتابتها والتذكير بها في كل مناسبة، لنترحم على من توفاه الله وغدر به الغزاة، ولنشكر كل يد ساعدتنا في استرجاع وطننا وإعادة حقنا الذي سلب في ثنايا الليل خيانة ولؤماً.

Ad

لقد سبق أن طالب الشعب الكويتي حكوماته المتعاقبة بضرورة توثيق شهور الغزو وتقييد بطولات أبناء الوطن في كل محفل مرات عديدة، «فإنه لمن غير المعقول وبعد مضي 30 عاماً على تحرير بلادنا الغالية من الاحتلال العراقي ألا يوجد في الكويت حتى اليوم متحف حكومي ورسمي تاريخي متكامل ومتخصص، يجسد كل تاريخ الغزو من بدايته حتى نهايته، مشتملاً على بانوراما الأحداث والوقائع لتعرض على الزوار بالصورة اللائقة في صالات عرض الصور وقاعات الأفلام الوثائقية وجداريات للشهداء، ولوحات للأسرى، وقسم خاص للقرارات الأممية، وآخر للسلطة الإدارية المحتلة داخل الكويت، وقسم للدول المشاركة في قوات التحالف، وقسم للكويتيين في الخارج، ومعرض واسع لمخلفات الحرب من المواد والخرائط والمعدات، وموقع خاص للإصدارات والكتب والمجلات التي رصدت الكارثة، وهكذا ينشأ مجمع تاريخي وتعليمي ومعلم حضاري مشرف يروي قصة الغزو والتحرير، وسيكون بلا شك مزاراً لضيوف البلاد، وفرصة للتعبير عن شكرنا لكل من ناصرنا وساندنا في تلك الأيام العصيبة.

إن بطولات الأسرى والشهداء رحمهم الله لوحدها تكفي لأن تخصص لها الدولة متحفاً لائقاً بها، تعرض فيه كل قصصهم وأخبارهم ومعاناتهم وصورهم النادرة أثناء الأسر في المعتقلات العراقية، ونلفت الأنظار هنا إلى ما يقوم به بكل تفان وعطاء الضابط الأسير ناصر سالمين من جهود جبارة على مدى سنوات متتالية في جمع ونشر وتوثيق قصص وصور وأحداث الأسرى الكويتيين سواء في حسابات التواصل الاجتماعي أو نشاطاته الإعلامية أو مؤلفاته الرائعة التي تستحق الدعم والتشجيع.

نكرر نداءنا للحكومة الموقرة بأن تبادر لتأسيس وإنشاء المتحف الوطني لغزو وتحرير الكويت، فهذا أقل ما تقوم به للحفاظ على تاريخنا الحديث، والله الموفق.