قال مسؤولون أميركيون إن الجيش يستعد لإيواء ما يصل إلى 35 ألف مترجم أفغاني وأفراد عائلاتهم في قاعدتين أميركيتين بالكويت وقطر، في محاولة موسعة لمساعدة أولئك الذين قد يتعرضون للاضطهاد من قبل «طالبان»، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

وأفاد المسؤولون أن الخطط جارية لبناء مساكن مؤقتة ومرافق أخرى في معسكر السيلية في قطر ومعسكر بورينغ في الكويت، والتي سيتم تهيئتهما لإيواء المترجمين الفوريين لمدة 18 شهراً على الأقل. 

Ad

وأضافوا أنه جاري إرسال المؤن الصحية والغذائية إلى هذه القواعد، لتكون جاهزة لاستيعاب المترجمين الفوريين وعائلاتهم حتى يتم الانتهاء من تأشيرات سفرهم إلى الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تكلف هذه الاستعدادات مئات الملايين من الدولارات.

وذكر المسؤولون أنه من المتوقع أن تصل دفعة أولى المكونة من حوالي 2500 مترجم أفغاني وعائلاتهم إلى فورت لي بولاية فيرجينيا في الأيام المقبلة.

وأشاروا إلى أن هؤلاء الأشخاص سيقيمون في فورت لي لمدة أسبوع إلى 10 أيام قبل إعادة توطينهم في الولايات المتحدة بشكل دائم.

لا يزال دور الآلاف من المترجمين الفوريين وعائلاتهم بعيد جداً في عملية طلب تأشيرة الهجرة الخاصة، والتي قد تستغرق عدة سنوات حتى تكتمل، بينما يحقق مقاتلو «طالبان» مكاسب في جميع أنحاء أفغانستان، ويشير المسؤولون إلى الحاجة المتزايدة لإجلاء هؤلاء المترجمين وعائلاتهم من البلاد في أقرب وقت ممكن لحمايتهم من الانتقام المحتمل.

التحرك بشكل أسرع

وقالوا إنه في دول ثالثة، مثل قطر والكويت، يمكن للأفغان إكمال الفحص الأمني وإجراءات التقديم الأخرى قبل إعادة التوطين في الولايات المتحدة، وأكدوا أن الترتيبات مع الكويت وقطر لم تكن نهائية، ولم يحدد مسؤولو وزارة الخارجية بعد حجم العملية، التي يطلق عليها عملية «ملجأ الحلفاء».

وحث القادة الجمهوريون والديمقراطيون، وكذلك كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين، إدارة بايدن على التحرك بشكل أسرع بشأن خطط إجلاء هؤلاء الأفراد، الذين يقدر عددهم بما بين 20 إلى 50 ألف وأسرهم.

يوم الخميس، أقر مجلس النواب مشروع قانوناً لرفع سقف التأشيرة لضمان أنها تغطي جميع المتقدمين الأفغان الذين ما زالوا في الطابور والتنازل عن بعض متطلبات الأعمال الورقية للتأهل.

وطبقاً للصحيفة، كان من المقرر إغلاق قاعدة السيلية في قطر، قبل أن يبدأ المسؤولون العسكريون في إعدادها لتصبح مأوى مؤقت للمترجمين الأفغان، وهي تعتبر قاعدة للراحة والاسترخاء للقوات الأميركية، ومجهزة بمرافق ترفيهية ومبان سكنية.

قطع رأس مترجم

وذكرت شبكة «سي إن إن» أنه في الشهور الأخيرة بدأت حركة طالبان تستهدف المترجمين الذين عملوا مع الجيش الأميركي ومنهم شاب يدعى سهيل برديس الذي قُتل وقطعت رأسه.

كان سهيل برديس، 32 عاماً، يقود سيارته من منزله في العاصمة الأفغانية كابل إلى مقاطعة خوست القريبة لاصطحاب أخته في احتفالات عيد الفطر الماضي، ولكن خلال الرحلة التي استغرقت خمس ساعات في 12 مايو، تم إيقافه عند نقطة تفتيش من قبل مسلحي طالبان.

وعندما اقترب من الحاجز، حاول العبور بسرعة، لكنهم أطلقوا النار عليه.

وقال قرويون شاهدوا الحادث للهلال الأحمر إن طالبان أطلقت النار على سيارته قبل أن تنحرف وتتوقف، ثم جروا برديس خارج السيارة وقطعوا رأسه.

قبل أيام فقط، كان بارديس قد أخبر صديقه بأنه يتلقى تهديدات بالقتل من طالبان، بعد أن اكتشفوا أنه عمل مترجماً مع الجيش الأميركي لمدة 16 شهراً، وقال صديقه وزميله في العمل عبد الحق الأيوبي «كانوا يقولون له إنك جاسوس للأميركيين، أنت كافر، سنقتلك أنت وعائلتك».