في مشهد مختلف تماماً عن المعتاد بصعيد عرفات الطاهر، الذي كان يعج بأكثر من مليوني حاج يلبسون ملابس الإحرام، أدى زوار بيت الله الحرام، أمس، الركن الأعظم من الحج، وفق قواعد التباعد الاجتماعي.

وللعام الثاني توالياً، خيّمت جائحة «كورونا» على مناسك الحج، وأفرغت جبل عرفات من الحشود، التي كانت تتدفق إليه سنوياً.

Ad

ومع إشراقة صباح أمس، صعدت أعداد الحجاج المحدودة إلى صعيد عرفات وجبل الرحمة لأداء أهم أركان الحج، عشية عيد الأضحى، وفي طريقهم إلى المشعر المقدس واكبتهم قوافل أمنية مباشرة، كما أحاط الأمن طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط التصعيد والتفويج، إلى جانب إرشادهم وتأمين سلامتهم، بجاهزية تامة لمختلف القطاعات العاملة في خدمة زوار البيت العتيق.

ووصل الحجاج، الذين باتوا ليلتهم السابقة في منى، إلى مشعر عرفات في مجموعات صغيرة بحافلات، وقد وضعوا كمامات طبية وحافظوا على مسافات واضحة بينهم، تطبيقاً لقواعد التباعد الاجتماعي، وأدوا الصلاة في مسجد نمرة، قبل صعود الجبل لقضاء ساعات من الدعاء والتكبير.

وأشاد خطيب عرفات، عضو هيئة كبار العلماء، بندر بليلة، في خطبة مترجمة لأكثر من عشر لغات، بالإجراءات الحكومية لسلامة موسم الحج، والحرص على إقامة الشعيرة بشكل صحي يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي، ويمنع انتشار الأمراض.

وبعد أداء الركن الأعظم، انتقل الحجاج مع غروب الشمس إلى مزدلفة للمبيت فيها وجمع الحصى، استعداداً لأداء شعيرة رمي الجمرات اليوم، ثم التوجه إلى طواف الإفاضة وصلاة العيد في المسجد الحرام وذبح الأضحية.

ويتزامن موسم الحج مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في مختلف أرجاء العالم، لاسيما بسبب انتشار النسخ المتحورة منه، رغم حملات التلقيح المستمرة منذ أشهر.

واستحدثت المملكة وسائل تكنولوجية لضمان تطبيق التباعد والحد من انتقال العدوى، فنشرت روبوتات لتوزيع مياه زمزم المباركة، واستخدمت بطاقات ذكية تسمح بوصول الحجاج دون تلامس بشري إلى المخيمات والفنادق ونقلهم في المناطق المقدسة.