"نحن أوروبا"، "أوروبا لنا"، هكذا تغنت الصحف الإيطالية الصادرة أمس بإنجاز منتخب بلادها، الذي حقق أمس الأول لقبه القاري الثاني في تاريخه، على حساب إنكلترا، بعد الفوز عليه 3-2 بركلات الترجيح، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي 1-1، على ملعب ويمبلي في لندن، ليحقق لقبه الثاني بعد 1968، حارما نظيره الإنكليزي من تتويج أول، بينما تحسر إعلام الأخير على الحلم الضائع على أرضه.

"إنه أمر جميل، إيطاليا بطلة أوروبا"، هكذا اختصرت صحيفة "لا غازيتا ديللو سبورت" اليومية، فوز بلادها، مضيفة: "إيطاليا هي ملكة أوروبا، لقد استحقت الفوز، عرفت كيف تقوم بردة فعل في مباراة بدت وكأنها ستخسرها، كما تعرف ما تقوم به الفرق الكبرى. ويمبلي صمت بعد صافرات الاستهجان (خلال النشيد الوطني الإيطالي)، صرخ وصاح. كل إيطالي شعر خلال تلك الساعتين أنه عظيم مجددا".

Ad

واحتفلت صحيفتا "لا ستامبا" و"إل ميساجيرو" بالعنوان ذاته "نحن أوروبا"، في حين عنونت كورييري ديللو سبورت: "إنها لنا. كرة القدم عادت الى الديار، الى ديارنا" تيمنا بالأغنية الشهيرة التي رددها الإنكليز طوال البطولة "إتس كامينغ هوم" (إنها عائدة الى الديار)، في إشارة الى عودة الكأس الى إنكلترا، مهد اللعبة الشعبية.

الصحافة البريطانية تتحسر

وفي الصحافة البريطانية، تصدرت صور المدرب غاريث ساوثغيت وهو يواسي بوكايو ساكا، أحد اللاعبين الإنكليز الثلاثة الذين أهدروا ركلة الترجيح، الصفحات الأولى، إذ تحسرت "ذي تايمز" معنونة "لعنة ركلات الترجيح تحرم إنكلترا من حلمها".

أما "ديلي تيليغراف" فقد أكدت أن الخسارة "ستؤلم"، بعد أن وصلت إنكلترا إلى أول نهائي قاري لها، بينما أضافت ذي غارديان: "كانت قريبة"، وكانت "مترو" أكثر إيجابية عندما أشادت "الأسود جعلونا فخورين".

من جانبها، قالت صحيفة "ذي صن"، التي تسارع دائما في الإشادة بالمنتخب الوطني، إنها "فخورة بالأسود": "خسرت إنكلترا مرة أخرى في ركلات الترجيح، لكن لا تنسوا أيها الشباب، كأس العالم بعد عام واحد فقط"، مرفقة أيضا بصورة ساكا وساوثغيت.

من جهتها عنونت "ديلي ميرور": "حسرة قلب"، مضيفة: "إنكلترا الشجاعة تخسر في ركلات الترجيح ولكنها تجعل الأمة فخورة".

الصحف الأوروبية

وحصلت إيطاليا على إشادة من الصحافة الأوروبية، حيث تصدرت صورة الفريق وهو يرفع الكأس الصفحة الأولى لماركا الإسبانية التي عنونت "ويمبلياسو" تيمنا بعبارة "ماراكاناسو" التي اشتهرت بعد خسارة البرازيل على أرضها المباراة الحاسمة لكأس العالم 1950 أمام الأوروغواي على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو، قبل أن تسقط أمام الأرجنتين على الملعب ذاته، في نهائي كوبا أميركا السبت.

وأضافت ماركا: "إيطاليا تقتحم معبد كرة القدم الإنكليزية وتستولي على اليورو"، كما حيت "العمل الرائع لروبرتو مانشيني الذي أعاد البلاد الى قمة كرة القدم العالمية".

أما "أس" الإسبانية فعنونت على صفحتها: "برافيسيما (هنيئا)" لإيطاليا بلقبها الثاني، منتقدة ساوثغيت: "أدخل راشفورد وسانشو في الدقيقة 120 لتنفيذ ركلات الترجيح... وأضاعا محاولتيهما".

أما بيلد الألمانية، التي خرج منتخب بلادها على يد الإنكليز في الدور ثمن النهائي، فقد لفتت إلى أن "إيطاليا مثال رائع للمنتخب الوطني الألماني"، مضيفة: "مع تتويج إيطاليا، تملك كأس أوروبا بطلا استحق الفوز. يجب أن تكون القصة المذهلة لمنتخب سكوادرا أتزورا الجديد والشجاع نموذجا يحتذى به في إعادة بناء المنتخب الألماني".

وفي الدنمارك، التي خرج منتخبها أمام إنكلترا في نصف النهائي، استذكرت صحيفة "إكسترا بلاديت" عندما أضاع ساوثغيت ركلة ترجيحية حاسمة في نصف نهائي يورو 1996 ضد ألمانيا، في ويمبلي أيضا، معنونة "مصيبة سبق ورأينها".