كشف رئيس لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد البرلمانية النائب د. حمد المطر، أن وزارة التربية أبلغت اللجنة أمس، أن تلقي الطلبة للتعليم عن بُعد في المنازل خلال جائحة كورونا تسبب لهم في مشكلات نفسية كبيرة، وذلك وفق ما أكدته دراسات أجريت على الطلبة خلال الفترة الماضية.

وقال المطر، في تصريح له عقب اجتماع «التعليمية» بحضور وزير التربية د. علي المضف وطاقم وزارته أمس، إن اللجنة طلبت من الوزارة تزويدها بالدراسات التي تؤكد تلك المشكلات، مشيراً إلى أن المضف كشف عن وجود ثلاثة سيناريوهات للعودة للدراسة؛ أولها العودة الآمنة كسابق عهدها إذا أكدت قرارات اللجنة الوزارية لمتابعة كورونا، أن الفيروس والعدم أصبحا سواء.

Ad

وأضاف أن السيناريو الثاني يتمثل في نظام الهجين، الذي يجمع بين الدوام المدرسي العادي بنسبة 50%، والدراسة أونلاين 50%، مع تقسيم ذلك على عدد الأيام، في حين يتضمن الثالث الاستمرار بالدراسة عن بُعد، مع تطوير النظام الذي كان معمولاً به في الفترة السابقة.

وأوضح أن عودة معلمي رياض الأطفال والتعليم الابتدائي ستكون في 19 سبتمبر، والمتوسط والثانوي في 26 من الشهر نفسه، على أن تبدأ الدراسة 3 أكتوبر المقبل.

وشدد على ضرورة حل مشكلة المعلمين العالقين الذين يبلغ عددهم 1700، مؤكداً ضرورة عودتهم، لاسيما إذا تم تطبيق التعليم الهجين في الدراسة، فضلاً عن أن 60% من العاملين في المدارس الخاصة لا يزالون عالقين.

وفي السياق ذاته، قال المطر إن الدولة تنفق على التعليم 2.4 مليار دينار بواقع مليارين للرواتب، ورغم ذلك فإن المستوى التعليمي في انحدار، ويعادل الدول الفقيرة التي لا تنفق 10% من هذا المبلغ، «وهذا يؤكد أننا أمام أزمة حقيقية سنناقش تفاصيلها لاحقاً».

وكشف أن اللجنة ستنظم مؤتمراً عاجلاً عقب العيد تشارك فيه كل الجهات المعنية وهي وزارات التربية والصحة والداخلية والخارجية، وإدارة الطيران المدني، وهيئة القوى العاملة، فضلاً عن المبادرين؛ لمناقشة أسباب تدهور التعليم في البلاد.

من جهته، أكد وكيل «التربية» د. علي اليعقوب لـ «الجريدة»، أن لدى الوزارة رؤية كاملة لعودة الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية العام المقبل، مضيفاً أن «التربية» ستعمل، عند تطبيق هذه الرؤية في العام الدراسي الجديد، على تشخيص الوضع، ومراقبة التطورات قبل بدء خطة عودة الطلبة.

بدورها، كشفت مصادر تربوية لـ «الجريدة»، أن الوزارة أعدت دراسة لاحتواء التداعيات النفسية والاجتماعية الناتجة عن بقاء الطلبة في منازلهم وحرمانهم من الذهاب إلى مدارسهم أكثر من عام ونصف حتى الآن، لافتة إلى أن الدراسة تشير إلى تأثير سلبي كبير على نفسياتهم، خصوصاً الأطفال في السنوات العمرية المبكرة بمرحلتي الرياض والابتدائية.

وفي مقاربتها لهذه التداعيات النفسية، أكدت الاختصاصية في قسم علاج الحالات النفسية بـ «التربية» شيماء اللامي، أن الجائحة كان لها أثر نفسي على الأطفال، وبالتالي أولياء أمورهم.

وأوضحت اللامي أنه يجب تقسيم الطلبة إلى فئتين؛ الأولى تشمل الأطفال تحت 7 سنوات، وهي مرحلة البرمجة واكتساب المعرفة والمهارات، والثانية التي تضم مَنْ تجاوزت أعمارهم الـ 7 سنوات، وهي مرحلة تطبيق ما تم تعلمه، مشيرة إلى أن الأبناء في هاتين الفئتين يحتاجون إلى بيئة مناسبة تضم التعليم والترفيه والتنويع في الأنشطة.

واستدركت «لكن في ظل الوضع الراهن ومع ظروف الجائحة تأثرت نفسية الطلبة فأصبح عدد منهم عدائياً، وبعضهم أصبح كثير الحركة، ومنهم مَنْ اكتسب سلوكيات سلبية من المتابعة المستمرة للبرامج الإلكترونية».

أما الاختصاصية في إدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية أنوار العتيبي، فقالت إن «كوفيد 19» شكل أزمة كبيرة لجيل كامل على صعد وجوانب متعددة، من بينها التحصيل الدراسي، مشيرة إلى أن نتائجها قد تستمر سنوات ما لم يتم اتخاذ الإجراءات والخطط المناسبة بهذا الصدد.

فهد تركي وفهد الرمضان