بعد مرور ثلاثة وثلاثين عاما قضاها في الكويت يمثل بلاده بنى خلالها علاقات قوية وحميمة مع الكثير من المسؤولين وأبناء الشعب الكويتي، آثر سعادة العميد أن يترجل عن صهوة حصانه، وأن يلملم أوراقه وحاجياته لمغادرة الكويت نهائياً وهو يحمل الكثير من الذكريات عن الكويت وشعبها ومسؤوليها.

عندما علمت أن السفير عبدالأحد إمباكي عميد السلك الدبلوماسي وسفير السنغال الصديقة لدى الكويت يستعد للرحيل اتصلت به كأخ وصديق قديم وممثل دولة تربطها بالكويت علاقات قوية ومتميزة، طلبت منه أن أودعه، فقال هل لي أن أزورك في منزلك؟ وهذا يمثل طيبة وتواضع هذا الإنسان، فأجبته بأن الواجب يملي عليّ أن أزورك لأنك ضيف عندنا، وبالفعل زرته في مقر عمله وتحدثنا عن الذكريات والسنوات الطويلة التي قضاها بالكويت والتي ناهزت ثلاثة وثلاثين عاما، مازحت سعادة العميد السفير إمباكي قائلا: لمَ العجلة في المغادرة وأنت قضيت مدة قصيرة في الكويت ووصلت خلالها إلى منصب عميد السلك الدبلوماسي، وكل يتمنى تقلد هذا المنصب الرفيع، لكنك قطعت الطريق على الكثير من السفراء الذين كانوا يطمحون بمنصب عمادة السلك الدبلوماسي؟ فرد عليّ ضاحكا: بالفعل صحيح قضيت مدة طويلة في منصبي كعميد حتى أن الكثير من السفراء انتظروا كثيراً لعلي أنتقل وأفسح لهم طريق العمادة، فانتقل عدد كبير من السفراء، والبعض الآخر انتقل إلى رحمة الله، ولم يتحقق أملهم بالعمادة (استأذنته بنشر ذلك ووافق وهو يضحك). قد يكون الحديث عن السفير عبدالأحد إمباكي طويلاً فاقترحت عليه أن يكتب مذكراته عن عمله وانطباعاته عن الكويت، فأجابني بأن لديه هذه الفكرة، وحيث إن مغادرته بعد أيام قليلة ولديه جدول زيارات رسمية قبل المغادرة، فلم أرد أن أُثقل عليه بالحديث، وبعد أخذ الصور التذكارية معه، استأذنته بالمغادرة، وتمنياتي له ولحرمه وأسرته الكريمة بالسلامة، ونقلت له تحيات زوجتي وأسرتي والدعوة لهم بالعودة السالمة لبلدهم، على أن يكون لنا لقاء في المستقبل في بلده أو في الكويت، ومن تواضع هذا الإنسان أنه أبى إلا أن يودعني حتى موقف سيارتي.

Ad

لدي اقتراح لوزارة الإعلام بأن تجري مقابلة مع عميد السلك الدبلوماسي في الكويت سفير السنغال عبدالأحد إمباكي ليحكي عن انطباعاته عن الكويت وشعبها ومسؤوليها، وأقدم التهاني إلى عميد السلك الدبلوماسي الجديد سعادة الأخ السفير... الذي تربطني به علاقات طيبة منذ سنوات.

المبدعون والمتميزون مرة أخرى

كتبت في مقال سابق عن المبدعين الكويتيين وضرورة الحديث عنهم وما يقدمون من إبداع في المجالات المختلفة، وقد اتصل بي الأخ العزيز عبدالعزيز ثنيان المشاري (بوسعود) الله يعطيه الصحة والعافية، فهو بالمناسبة مختار منطقة اليرموك الذي عمل الكثير لمنطقته، الأخ بوسعود أشار إلى ما قام به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من تكريم المبدعين الكويتيين في المجالات المختلفة، وأنا أشارك الأخ عبدالعزيز المشاري بالتهنئة لهؤلاء المبدعين وأشد على أيديهم، وهم الفنان المبدع الملحن يوسف المهنا، والفنان التشكيلي المبدع عبدالرضا باقر، والكاتب المبدع مظفر العبدالله، والمبدع والدكتور علي العنزي عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، والروائيان المبدعان عبدالله البصيص وعبدالوهاب الحمادي، والتشكيلي المبدع الدكتور عباس سهراب.

كل هؤلاء يستحقون تكريمهم بالجوائز التقديرية من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتحية أيضا لحضور وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري ومشاركته في هذا الحفل، والشكر موصول إلى الأخ الأستاذ كامل عبدالجليل، والعاملين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

حملت لنا الأخبار أن أحد أبناء الكويت هو الآخر قام بعمل يستحق التهنئة والاعتزاز وهو الدكتور بسام البغلي صاحب مشروع قمر الكويت الذي أطلق مؤخراً في الولايات المتحدة الأميركية، وهذا الإنجاز فخر للكويت، شجعوا المبدعين الكويتيين من الجنسين وكافئوهم لأنهم يستحقون ذلك من أجل الكويت.

محمد أحمد المجرن الرومي