في اليوم الأخير من قمتها في منتجع كاربيس باي في كورنوال في جنوب غربي إنكلترا، اتفقت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى "G7" على مسار أكثر صرامة تجاه الصين وروسيا، كما تبرعت بلقاحات لمكافحة كورونا وقدمت تعهدات لمعاجلة الازمة المناخية.

Ad

الإعلان الختامي

وتعهّدت قوى السبع في ختام أعمالها التي استمرّت ثلاثة أيام، "بمواجهة الممارسات التجارية غير العادلة للصين" التي طالبتها أيضاً بـ"احترام حقوق الإنسان في شينجيانغ وهونغ كونغ".

يشار إلى أنها المرة الأولى، التي يعرب فيها قادة السبع عن انتقادهم لثاني أكبر اقتصاد في العالم في إعلان ختامي بهذا الشكل الصريح.

مليار جرعة

فيروس "كورونا" المستجد كان بدوره الملف الثاني الأبرز الذي ناقشه زعماء "السبع"، إذ تعهّدت المجموعة في بيانها الختامي، بتوزيع أكثر من مليار جرعة من اللقاحات بحلول نهاية عام 2022 على أمل القضاء على الجائحة، وفق ما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

وقال جونسون، خلال مؤتمر صحافي، "طالبت نظرائي بالمساعدة في تحضير الجرعات اللازمة وتوفيرها من أجل تلقيح العالم بحلول نهاية 2022".

وأضاف:"لقد تعهّد قادة الدول بتوفير أكثر من مليار جرعة عبر التمويل أو آلية كوفاكس".

وأكد البيان، أن "قادة السبع طالبوا بإجراء دراسة شفافة وجديدة تستند إلى العلم وتقودها منظمة الصحة، لمعرفة منشأ فيروس كورونا".

الطوارئ المناخية

وفي حين تعهّدت بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار النصف لوقف تدهور التنوع البيولوجي بحلول عام 2030، كما زيادة المساعدات المالية للدول الأكثر فقراً، دعمت المجموعة تأسيس نظام ضريبي "أكثر إنصافاً"، يفرض حداً أدنى للضرائب على الشركات ويشمل حملة مشتركة ضد التهرّب الضريبي، في إطار ما وصفتها بجهود رامية لتقليص عدم المساواة.

روسيا

وفيما يتعلّق بروسيا، طالب البيان الختامي بـ"وقف أنشطة موسكو المزعزعة للاستقرار" بما في ذلك التدخلات، ودعاها إلى احترام حقوق الإنسان، متوعّداً بـ"محاسبة" المسؤولين عن تنفيذ هجمات إلكترونية انطلاقاً من الأراضي الروسية.

الصين

وفي هجوم على أغنى ديمقراطيات في العالم بعدما سعت الأخيرة لاتخاذ موقف موحد إزاء بلاده، قال ناطق باسم السفارة الصينية في لندن، أمس، "لقد ولت الأيام التي كانت تملي فيها مجموعة صغيرة من الدول القرارات العالمية".

وأضاف الناطق:"نعتقد دائماً أن الدول، كبيرة كانت أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، فقيرة أم غنية، متساوية، وأنه يجب معالجة الشؤون العالمية من خلال التشاور بين كل الدول".

ويعتبر بزوغ نجم الصين كقوة عالمية رائدة، أحد أهم الأحداث الجيوسياسية في العصر الحديث إلى جانب سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991 والذي أنهى الحرب الباردة.

وأراد قادة المجموعة، الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا واليابان، استخدام تجمعهم، ليظهروا للعالم أن أغنى الديمقراطيات يمكن أن تقدم بديلاً لنفوذ الصين المتنامي.

وقال مصدر، إن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قاد مناقشة لمجموعة السبع بشأن الصين، أمس الأول، ودعا القادة للتوصل إلى نهج موحد لمواجهة التحديات التي تفرضها الصين.

وأمس الأول، قررت مجموعة السبع طرح خطة للبنية التحتية للدول النامية قد تنافس "مبادرة الحزام والطريق" التي يبلغ حجمها عدة تريليونات من الدولارات.

الشاي مع الملكة

وقبيل ختام القمة، زار الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته جيل كنيسة كاثوليكية صغيرة حيث شاركا في قداس الأحد، ثم تجول بموكبه الضخم في طرقات كورنوال الضيقة.

وبعد مغادرة القداس، احتسى بايدن وزوجته الشاي مع الملكة إليزابيث الثانية (95 عاماً) في باحة قصر ويندسور منزل العائلة المالكة منذ ما يقرب من ألف عام.

وأحد أبرز أهداف بايدن في أول رحلة له إلى الخارج التي تمثل عودة الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية بعد انعزالها في عهد دونالد ترامب، هو رصّ صفوف حلفائه البريطانيين والفرنسيين والألمان والإيطاليين واليابانيين والكنديين في مواجهة موسكو وبكين.

ميركل

وقالت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، أمس، التي كانت علاقاتها صعبة جداً مع ترامب، إن "انتخاب بايدن رئيساً للولايات المتحدة لا يعني أنه لن يعود لدينا مشاكل في العالم، لكن بات بإمكاننا العمل بزخم جديد لحلّها".

كما أعربت عن اعتقادها بأن النتائج الخاصة بحماية المناخ التي أسفرت عنها القمة، تُعْد بمثابة "التزام قوي" حتى مع عدم تمكن دول المجموعة من الاتفاق على موعد موحد للتخلي عن الاعتماد على الفحم.

بوتين

في غضون ذلك، وقبل 3 أيام من موعد القمة التي يترقبها العالم، ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،أمس، أنه يتوقع أن يساعد لقاؤه في 16 يونيو الجاري مع الرئيس الأميركي بجنيف، إقامة حوار بين البلدين وعودة الاتصالات الشخصية.

أضاف خلال مقابلة مع التلفزيون الحكومي، أن القمة ستكون "من أجل استعادة اتصالاتنا الشخصية وعلاقاتنا وإقامة حوار مباشر وخلق آليات فعالة حقا في تلك المجالات التي تمثل المصالح المشتركة التي تشمل الاستقرار الاستراتيجي، والنزاعات الإقليمية، لاسيما في سورية وليبيا، وحماية البيئة"، وتابع: "في الواقع ثمة ملفات بإمكاننا التعاون فيها بشكل فعال، بما في ذلك في مجال الاقتصاد".

ورحب بوتين بتخفيف واشنطن من "لهجتها العدائية" ضد موسكو، وأعرب عن أمله في أن تتمكن موسكو وواشنطن بعد القمة من مناقشة المسائل المتعلقة بالأمن الدولي وخاصة الحد من انتشار الأسلحة.

كما أعرب عن استعداد بلاده لتسليم مرتكبي الهجمات الإلكترونية إلى الولايات المتحدة "إذا فعلت واشنطن الشيء نفسه لموسكو وإذا توصل البلدان إلى اتفاق يفضي إلى ذلك".

وتابع بوتين: "إذا اتفقنا على تسليم المجرمين، فإن روسيا ستفعل ذلك بالطبع، لكن فقط إذا وافق الطرف الآخر (الولايات المتحدة)، على الشيء نفسه وتُسلّم المجرمين المعنيين لروسيا".