تتزايد المؤشرات على احتمال انعقاد مفاوضات السلام اليمنية مجدداً، بحثاً عن حل سياسي سلمي يضع حداً للحرب، التي بدأت في هذا البلد قبل نحو 7 سنوات، عندما اجتاح المتمردون الحوثيون العاصمة صنعاء وسيطروا على أراض واسعة على حساب الحكومة الشرعية.

وتقود الأمم المتحدة وواشنطن وعواصم إقليمية جهوداً دبلوماسية كبرى، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين أطراف النزاع. وتصاعدت وتيرة الجهود الدبلوماسية هذا الأسبوع؛ فقد أجرى وفد عُماني يترأسه وزير الخارجية بدر السعيدي، جولة شملت صنعاء والسعودية، حاملاً أفكاراً للتهدئة تؤسس لمسار يعيد الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات.

Ad

وذكر مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، على «تويتر»، أن الأخير أجرى محادثات في إيران مع وزير خارجيتها، في زيارة مدتها يومان. وعلمت «الجريدة» من مصادرها أن قائد «فيلق القدس» اللواء إسماعيل قآني زار بغداد على أمل لقاء موفد سعودي، لإبلاغه رسالة إيرانية تتضمن ضمانات بشأن حوار بغداد بين البلدين طلبتها السعودية، وأموراً خاصة بملف اليمن.

وكان مبعوث سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر، سلم الأسبوع الماضي في الرياض رسالة خطية من سموه إلى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وأمس، أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن أنه علّق عملياته ضد المتمردين الحوثيين إفساحاً للمجال أمام إيجاد حل سياسي.

وسُمع دوي انفجارات في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين، بينما شوهد الدخان يتصاعد من عدّة مواقع، لكنّ التحالف سارع إلى تأكيد عدم وقوفه خلف أي منها.

وقال المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي، حسبما نقل عنه الإعلام الحكومي السعودي، «لم يتم تنفيذ عمليات عسكرية بمحيط صنعاء أو أي مدينة يمنية أخرى، خلال الفترة الماضية»، مضيفاً أنه تقرّر «عدم القيام بأي عملية، بهدف تهيئة الأجواء السياسية للمسار السلمي».

وفي مؤشّر آخر على إحراز تقدم في جهود السلام، بدأ الحوثيون إصلاح طرق بالقرب من مطار صنعاء المغلق منذ 2016، بحسب ما أفادت مصادر محلية وكالة «فرانس برس»، في إشارة إلى احتمال إعادة فتحه قريباً.

ونقلت «رويترز» عن مصدرين في قطاع الطيران أن الإدارة التابعة للحوثيين بدأت أعمال بناء في بعض أجزاء المطار المغلق منذ 2015، باستثناء استقباله لرحلات الأمم المتحدة.

وقال مدير مطار صنعاء خالد الشايف، أمس الأول، في تغريدة على «تويتر»: «التقينا في المطار بالقائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية... لمناقشة جاهزية المرافق والمعدات وورش الصيانة الخاصة بالطائرات». وأضاف، في تغريدة أخرى، أنه التقى المدير العام لشركة النفط اليمنية، لمناقشة «جاهزية إدارة تموين الطائرات».

ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى رفع القيود عن الموانئ، التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، ومطار صنعاء، لتخفيف الأزمة الإنسانية المحتدمة في البلاد، كما تضغطان كذلك على الحوثيين للموافقة على وقف لإطلاق النار في عموم البلاد. ويفرض التحالف كذلك قيوداً على دخول ميناء الحُديدة، وهو نقطة الدخول الرئيسية لواردات اليمن التجارية وللمساعدات الإنسانية.

وتربط الرياض والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية رفع الحصار بالتوصل إلى اتفاق هدنة، وهو شرط يرفضه الحوثيون.

وأجرت الحكومة اليمنية وجماعة «الحوثي»، أمس، عملية تبادل للأسرى تم خلالها الإفراج عن 16 أسيراً بواقع 8 من كل جانب، وفق عسكري يمني.