رفضت بيلاروسيا، أمس، «عاصفة» الاتهامات والتهديدات الغربية بفرض عقوبات عليها بعد تحويلها بالقوة مسار رحلة جوية تجارية لتوقيف معارض كان على متنها، وأكدت استعدادها لأي تحقيق دولي.

وندّد الغربيون بـ«تحويل مسار» طائرة أو «عمل قرصنة» وحتى «إرهاب» دولة مارسته هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي زادت نزعتها السلطوية منذ قمع حركة احتجاج شعبية كبرى السنة الماضية.

Ad

واستدعى الاتحاد الأوروبي مندوب بيلاروسيا، قبيل اجتماع قمة لزعمائه. كما استدعي سفراء بيلاروسيا في بلجيكا والتشيك والمانيا ولندن احتجاجاً.

الولايات المتحدة على غرار الدول الأوروبية دعت إلى «الإفراج الفوري» عن الصحافي المعارض رومان بروتاسيفيتش (26 عاماً)، الذي أوقفته قوات الأمن البيلاروسية في مطار مينسك، بعد إرغام الطائرة على الهبوط.

ونددت ايرلندا حيث مقر شركة «راين اير» بعمل «قرصنة» من جانب دولة. من جهتها تحدثت بولندا المجاورة لبيلاروسيا عن «عمل إرهاب دولة»، فيما أشارت ليتوانيا التي منحت حق اللجوء للمعارض بروتاسيفيتش إلى «عمل دنيء».

وكانت شركة طيران البلطيق أول من يعلن أنها ستتجنّب مجال بيلاروسيا الجوي، بينما اقترحت فرنسا «حظر المجال الجوي» لبيلاروسيا.

كما أعلنت الحكومة البريطانية أنها أصدرت أوامر لطائرات المملكة المتحدة بتجنّب المجال الجوي لبيلاروسيا، وفرضت حظراً على شركة الطيران الوطنية البيلاروسية «بيلافيا».

والأحد، انطلقت مقاتلة من نوع «ميغ 29» بأمر شخصي من لوكاشينكو لاعتراض الطائرة التابعة لشركة «راين اير» وعلى متنها نحو 120 راكباً كانت تقوم برحلة بين اثينا وفيلنيوس، وكانت في المجال الجوي البيلاروسي.

وزعم رئيس إدارة الطيران في وزارة النقل البيلاروسية، أرتيم سيكورسكي، أمس، أنه «في 23 مايو، وصلت رسالة إلى البريد الإلكتروني للمطار الوطني مينسك باللغة الإنكليزية تتضمن: نحن جنود حماس نطالب إسرائيل بوقف النار في قطاع غزة، ونطالب الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن دعمه لإسرائيل في هذه الحرب. ومن المعروف أن المشاركين في منتدى دلفي الاقتصادي في اليونان يعودون إلى بلادهم على متن الرحلة إف أر 4978 وعلى متن الطائرة قنبلة، وإذا لم تستجب لمطالبنا فستنفجر القنبلة يوم 23 مايو في فيلنيوس».

من ناحيته، أكد قائد سلاح الجو البيلاروسي إيغور غولوب، أن «طاقم طائرة راين اير»، قرر بمفرده ومن دون ضغط أو تدخل خارجي الهبوط في مينسك، بعدما تم إبلاغه بإنذار بوجود قنبلة.

وبعد هبوط طارئ لبضع ساعات في مطار مينسك وتفتيش الطائرة وركابها، انطلقت الطائرة مجددا الى ليتوانيا لكن من دون رومان بروتاسيفيتش، الذي أوقفته قوات الأمن برفقة صديقته صوفيا سابيغا.

في المقابل، كشف مدير «راين اير»، مايكل اوليري، ان عناصر من جهاز الأمن البيلاروسي (كي جي بي) كانوا كما يبدو على متن الطائرة. وصرّح تاديوس جيكزان رئيس تحرير موقع «نكستا» المعارض الذي كان يديره بروتاسيفيتش، ان عملاء الـ«كي جي بي» اصطنعوا شجارا مع الطاقم عندما دخلت الطائرة المجال الجوي البيلاروسي، زاعمين وجود قنبلة في الطائرة.

وبحسب الركاب على متن الطائرة، فإن المعارض أصيب «بذعر» وقال «إنه يواجه احتمال عقوبة الإعدام».

وفي مقابل الانتقادات الغربية، تلقت بيلاروسيا دعما من حليفتها موسكو، إذ أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف، أنه توجد الكثير من الأمثلة على إجبار طائرات الركاب، على الهبوط في دول أخرى.

وأضاف: «أشهر هذه الحوادث كان في 2013، عندما أجبرت النمسا، بإصرار من الولايات المتحدة، طائرة رئيس بوليفيا على الهبوط، ولم تقدم أي اعتذار لاحقا. وفي 2016 تم إجبار طائرة الخطوط الجوية البيلاروسية على العودة إلى مطار كييف، بعد دقائق من إقلاعها، لأن المخابرات الأوكرانية أبدت اهتمامها بمواطن أرمني كان على متنها. وتم إخراج هذا المواطن من الرحلة، وواصلت الطائرة رحلتها أيضا من دون أي اعتذار».

وبعد ظهر أمس، أعلن مطار مينسك تأجيل رحلة لشركة «لوفتهانزا» الألمانية كان مقررا أن تتجه إلى مطار فرانكفورت، بسبب رسالة بريد إلكتروني حول هجوم إرهابي محتمل.