للأسف، لا أحمل في يدي إلا ضعفا وانكسارا يجعلانني عاجزة عن المساعدة، نحن قوم لا نملك غير الهتافات والهاشتاقات، أعزّنا الله بالإسلام لكننا كبرنا خاضعين لا نملك شجاعة المواجهة تابعين للأقوىٰ، مطأطئين رؤوسنا في سبيل مصالحنا، حتى إن أصررنا في صلواتنا ودعواتنا على تحرير أرض القدس ونصرة أهلها نظل لا شيء أمام ما يحدث هنالك.

تحضرني قصة "محمد الدرة" حين سألت والدي عن كيفية الجهاد هناك، فقوبل طلبي بالاستخفاف طبعا، لكنني ومنذ تلك اللحظة، مازلت أشعر بالمسؤولية إزاء ما يحدث!

Ad

كيف ترى أخاك في ضرر، دون أن تفزع له؟ وكيف اعتاد العالم العربي على ذلك؟ وكيف يمكن لكل من بيده سلطة وحكم التخاذل والتطبيع، والنوم بسلام، في حين أن أحد أعضاء الجسدِ المسلم يئن وجعا لا ترياق له؟ وكيف يمكن لأي كائنٍ من كان أن يشهد هذا الجور اللا إنساني ويمضي في حياته وكأن شيئا لم يكن؟ وما فائدة إسلامنا إن لم نكن كالجسد الواحد، إن اشتكى منا عضو تداعى له سائرنا بالسهر والحمى؟

أنا معكم إلى آخر رمق! أعلم أن كلامي هذا لن يجدي نفعا، لكنه وقفة اعتراض على الخنوع الذي دام لسنوات، أعلم يقينا أنكم أقوى من أي شعب آخر، وأعلم أن الله حباكم عزةً لن تذّل مهما حاول الأعداء! وأشعر بالخزي لأنني لا أستطيع الوقوف إلى جانبكم، وعلى أرضكم، ممسكةً بيد كل فلسطيني حرّ أجابه الرصاص معكم بكل همّة وشموخ!

أشعر باليأس لأن كل ما أملكه في ذروة ألمكم، هي كلمات لا تغني ولا تسمن من جوع أكتبها بحرقة قلب لا تضاهي "نتفة" مما تشعرون، فاعذريني يا بقعة من الجنة، على ضعفي وقلة حيلتي، اعذريني لأنني غير قادرة على ترجمة غضبي وانفعالي ونخوتي إلا بالكلمات، رغم أنني أعرف أن الأفعال أبلغ من الكلام! لكننا نعيش في زمن يحرض على السكوت عن الحق، ويدفع "المشاهير" للحديث عن فلسطين طمعا بـالترند، ويجعل أقصىٰ أفعال العرب "مظاهرة" استنكار ولافتات اعتراض لا أكثر!

اعذرينا لأننا أضعف من أي فلسطيني آخر، وأننا مهما تشدّقنا بالعزة، فلا عزةّ إلا لمن يناضل في المعاركِ وحيدا، والله سنده! وإن سألوك يوما عن البطولة، قل فلسطينيٌّ حارب ظلمه وحده دون طلب ولا تفضل من أحد! أما نحن جميعنا فالعار يلتحف وجوهنا للأبد!

تهاني الرفاعي