لست أنا فحسب، بل كل إنسان شريف سواء كان عربياً أم لا وبغض النظر عن انتمائه الجغرافي أو العرقي أو دينه أو أي شيء آخر، وما يحصل اليوم لإخواننا في فلسطين ابتداء من تهجير واعتداءات على أبناء "حي الشيخ جراح" الأخيرة انتهاء بتداعيات بقية الأحداث ليس إلا عاراً على كل مواطن وحكومة في العالم دون استثناء، فالقضية أكبر من شخوص الناس، ودم الضحايا يلطخ يد كل شخص على هذه الأرض الآن.

أما وضع العصي في دواليب الطائفية واستخدام انتماء بعض أقطاب المعارضة أو المقاومة وإلصاقها بهذا البلد أو ذاك، أو حزب إسلامي دون آخر، فقد أصبحت "موضة قديمة" ويجب عدم الالتفات لها البتة خصوصاً أن مثل هذه الحيل باتت من حركات الألفية السابقة وهي بالأصل خارجة من أبواق مدفوعة الأجر ضد الغريزة الإنسانية أصلا، وإن صحت أي اتهامات الآن فالوقت ليس مناسبا ولا الظروف كذلك، ومثل هذا الكلام يكون في وقت سلام وكل شبر فلسطيني من الأرض يحكم من أصحاب الحق، والمضحك حين يقرأ المرء الاتهامات التي تكون بهذه الصورة ويتساءل بينه وبين نفسه: أنتم لا يعجبكم العجب يا (أبواق) وتعطون قراءكم ومتابعيكم إيحاء بأن حركات المقاومة الفلسطينية قد رفضت الدعوم العربية الموحدة، ونصف العرب بالأصل يطأطئون رؤوسهم للإمبريالية الرأسمالية أصلا! وللعلم وأكاد أقول "للمرة الأولى" أصبح الإعلام حول العالم، بما في ذلك الغربي الرأسمالي المشجع لمجازر الصهاينة السابقة في فلسطين، متعاطفا الى أبعد الحدود مع القضية، بل المظاهرات الألفية غزت شوارع العالم من سيدني إلى بوسطن. لذلك أقول ببساطة شديدة إن الأجواء العامة الآن يجب أن تجبر الرأي العام على دعم المقاومة الفلسطينية أياً كانت في وجه الصهاينة، في حراك أممي من نوع جديد تجاه هذه القضية الإنسانية قبل أن تكون قضية حق لأصحاب الأرض من الفلسطينيين.

Ad

كما يجب وضع موضوع مهم جدا في نصابه الصحيح، وهو البعد كل البعد عن أخذ الشعوب في جريرة أي حكومة (مطبعة كانت أم لا)، والابتعاد عن خلط الأوراق لمواقف فردية كانت أم لا على حساب الحق المطلق للفلسطينيين، ففي النهاية وجب القول إن هناك من يصطاد في مثل هذه المياه العكرة النتنة ومن يتاجر بالقضية على حساب دماء الأبرياء، وأقول للمتخاذلين ممن يدعون إلى الجلوس على طاولات "المطاعم والسهرات" بحجة الحوار والسلام: لا سلام مع المغتصب لأرضنا وأول مقدساتنا ومهد الأديان كلها، فعن أي سلام تتحدثون مع من بغى واعتدى على الأرض والعرض؟! دعم المقاومة الفلسطينية والابتعاد عن الشخصانية الآن هو الأصل إلى أن يفهم البعض أن الحق سيعود لأصحابه طال الزمان أم قصر، من النهر الى البحر.

على الهامش:

هل تعلم منظمة الصحة العالمية التي تعتزم أن تفتتح مكتبا لها في الكويت بأن المواطنين قد حرموا من الجرعة الثانية للقاح أوكسفورد؟! هل تعلم المنظمة بأن وزارة الصحة قد تعاقدت مع وكيل لـ(أكسفورد) وتعاقدت مباشرة مع (فايزر)؟! أقترح على القياديين في الوزارة والمنظمة عقد مناظرة أو ندوة علمية بين مناصري تأخير الجرعة الثانية، ومن يقول إن ذاك البروتوكول يثبط المناعة ليقتنع الجمهور من بعد البيان الأخير للوزارة الذي يراه البعض مليئا بالمثالب والثغرات كالأجبان السويسرية.

د. سلطان ماجد السالم