في أرفع زيارة من نوعها، وصل نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، إلى بغداد، أمس، على رأس وفد رفيع، مبعوثاً من الملك سلمان بن عبدالعزيز، في خطوة مرتبطة أولاً بـ «الحلحلة» التي تشهدها المنطقة، والاتصالات الإقليمية في عدة اتجاهات، والتي كانت السعودية محورها، وثانياً بتعزيز مسار التعاون بين بغداد والرياض، في اتجاه دعم جهود حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الرامية إلى إعادة بلاده لمحيطها العربي.

وأحيطت الزيارة بالسرية، حرصاً على الترتيبات الأمنية، بينما لم يتضح ما إذا كان المسؤول السعودي سيلتقي في العاصمة العراقية أي وفود من دول إقليمية، بعد إعلان المملكة وطهران رسمياً أنهما أجرتا محادثات استكشافية بوساطة الكاظمي.

Ad

ولليوم الثاني على التوالي، تحدث مسؤولون إيرانيون، من دون تحفظ، عن المفاوضات مع السعودية. وأكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أن المفاوضات الجارية مع السعودية إيجابية وفتحت «نوافذ الأمل».

وقال ربيعي، في تصريحات أمس: «جرت المفاوضات على مستوى الممثلين الخاصين في الحكومة، وستستمر حتى الوصول إلى نتيجة». وكانت تقارير أخرى أشارت إلى أن قائد «فيلق القدس» اللواء إسماعيل قآني هو من التقى وفداً سعودياً استخبارياً في العراق.

وأوضح ربيعي أن جولتين من المحادثات بين البلدين عقدتا حتى الآن. وتابع: «بالإضافة إلى القضايا الثنائية، تمت مناقشة القضايا الإقليمية، لكننا لا نستطيع الخوض في التفاصيل حتى تنتهي المحادثات».

وشدد على أن «نوافذ الأمل فُتحت اليوم لحل الخلافات، وفي بعض الحالات توجد بوادر إيجابية». ولم يذكر ربيعي مزيداً من التفاصيل حول «المؤشرات الإيجابية»، لكنه قال إن «التدخلات غير البناءة من اليمن إلى سورية تسببت في حدوث ارتباك وسوء تفاهم بين دول المنطقة».