نصرة للقدس، وإدانة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على المصلين في المسجد الأقصى، تداعت مجاميع وفعاليات شعبية كويتية وجمعيات نفع عام، بمشاركة عدد من المقيمين، إلى وقفة تضامنية في ساحة الإرادة مساء أمس، شجبا واستنكارا للهجمات التي يتعرّض لها الفلسطينيون في غزة والأراضي المحتلة منذ عدة أيام.

من جانبه، قال النائب عبدالعزيز الصقعبي: "ما يحدث اليوم في المسجد الأقصى أمر مؤسف يندى له الجبين، والمخجل أنه يحدث أمام مرأى ومسمع الجميع، لاسيما ان كل دول العالم تشهد الجرائم التي ترتكبها العصابات الصهيونية"، موضحا أننا "نعتب على الحكومات العربية التي في ظل كل هذه الأحداث تبقى صامتة، وهي الحكومات التي كنّا نطالبها على جميع الصعد بموقف جاد تجاه تلك الجرائم، مردفا: واليوم وصلنا إلى مرحلة نطالبها ببيان استنكار فقط، تخيل إلى أين وصلت الحال والتراجع في ملف القضية الفلسطينية، وهذا أمر خطير".

Ad

وتابع: "رغم سوداوية المشهد، فإن في نهاية النفق هناك ضوء أمل، لاسيما أن الشعوب العربية حية لا ترى أن الشعب الفلسطيني مظلوم وأعزل، بل أكبر من ذلك لأنها قضية حق وباطل ومبدأ ودين وعقيدة وعروبية وإنسانية، لذلك لو أفسحت الحكومات العربية المجال للشعوب العربية، لوجدتها تزاحم الفلسطينيين على بوابات المسجد الأقصى للدفاع عن كل المقدسات".

مواقف ثابتة

من جهته، أكد النائب خليل الصالح أن "هذا الاعتصام ليس بالغريب على أهل الكويت الذين يعلم الجميع مواقفهم الثابتة من القضية الفلسطينية"، مشيرا إلى ان "إخواننا في فلسطين يكافحون ويقاومون الاحتلال مقاومة لم تحدث عبر التاريخ، لذا يجب أن نقف مع هذا الشعب المظلوم الذي يعاني كثيرا أمام العالم الذي وقف ضد الشعب الأبيّ ضد الاستبداد الذي يتعرّض له".

لقطات
حضور أمني

أغلقت وزارة الداخلية المداخل المباشرة إلى ساحة الإرادة، وتم السماح للمشاركين باستخدام المواقف القريبة من الموقع، كما حرص رجال الأمن هناك على التذكير مرارا بضرورة التباعد بين الحضور، حماية لهم.

هتافات مشتركة

ردد المشاركون في مواطنين ومقيمين من أبناء الجالية الفلسطينية، هتافات عدة تشيد بمواقف الكويت الثابتة تجاه هذه القضية، منها "تحية من الكويت الحبيبة إلى فلسطين الأبية"، و"خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود"، و"الموت لإسرائيل"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

معرض فني

شاركت الطالبة نسيبة العدواني بعرض لوحات فنية توضّح بطولات الشعب الفلسطيني، وحجم الاعتداءات التي يتعرّض لها أبناء الشعب هناك.

تمزيق العلم الإسرائيلي

قام مجموعة من المشاركين في الفعالية بتمزيق العام الإسرائيلي، وسط ترحيب وتصفيق الحضور.

«إرادة الكويت» تنتفض لنصرة الأقصى وفلسطين

حضور كثيف

شاركت في الاعتصام مختلف شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين، واللافت مشاركة بارزة لعدد كبير من الأطفال يحملون أعلام الكويت وفلسطين، وشعارات أخرى تندد بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.

رسالة تضامن

من جانبه، قال النائب أسامة الشاهين، إن "مشاركتنا اليوم في هذا الاعتصام السلمي بحضور آلاف المواطنين والمقيمين، رسالة نعرب من خلالها عن رأي الشعب الكويتي والموجودين على هذه الأرض الطيبة، من التضامن والتعاطف مع أهلنا في فلسطين"، مشيرا إلى أن "أهلنا في غزة يقصفون، وكذلك أهلنا في حي الشيخ الجراح مرابطون، وفي الضفة يقاومون، فتحيّة لهم جميعا من أهل الكويت الذين يقفون معهم، وما تقدموه من تضحيات لن يضيع عند الله سبحانه، وعند هذه الأمة، وبإذن الله نلقاكم والأقصى محرر ومطهّر".

وأضاف: "نوجه دعوة إلى دول العربية والإسلامية المُطبّعة، نقول آن الوقت لقطع هذا التطبيع، والانضمام إلى الكويت وأمثالها من دول ثابتة على هذه القضية الموحدة والمركزية".

جلسة خاصة

من جانبه، قال النائب د. حمد المطر إن «الكويت حكومة وشعبا كانت ولا تزال وستظل مع القضية الفلسطينية، وخلال ستة عقود، نجد أن قضية الاحتلال الصهيوني الغاصب استقينا مفردات من سياسة حكومتنا وزرعناها في أجيالنا الحالية والقادمة»، مشيرا إلى أن «دور أعضاء مجلس الأمة كبير في هذا الجانب، وقبل قليل سلمنا مكتب رئيس المجلس دعوة لعقد جلسة خاصة حتى يقول الشعب كلمته في هذه الجلسة عبر نوابه».

وأضاف المطر: «أنا على يقين بأن الأمتين العربية والإسلامية أمة واعية، ونعلم دور الشعوب، لكن للأسف هناك أنظمة عربية خذلت أمتها»، مؤكدا أن «الشعب الكويتي جزء من أمة عظيمة واعية شبابية تعي هذه المقدسات».

موقف رسمي وشعبي

من جهته، ذكر أمين سر جمعية المحامين المحامي عدنان أبل أن «موقف الكويت الرسمي والشعبي انعكس على هذا الحضور اللافت في الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني، إذ إن الشعب الكويتي سباق في مبادرات مثل هذه الاعتصامات، التي لا تأتي لتسجيل موقف فقط، بل إثبات للدعم الكامل للشعب الفلسطيني في مقاومته لاستعادة كل أراضيه وعاصمته الأبدية القدس بإذن الله».

محمد راشد