في وقت تشهد المنطقة تغيرات ملحوظة بالحسابات الدبلوماسية بالتزامن مع وصول إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض، بدأ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو زيارة للسعودية، أمس، تهدف إلى تلطيف الأجواء بعد توتر العلاقات بين أنقرة والرياض بعدة ملفات.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية أن جاويش أوغلو سيتبادل، خلال الزيارة التي تستمر يومين، العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

Ad

وتأتي الخطوة التركية بعد رسائل إيجابية منفتحة بعثت بها أنقرة لإعادة بناء العلاقات مع السعودية إضافة إلى مصر، خلال الأيام القليلة الماضية، في محاولة منها للتغلب على الخلافات التي جعلتها في عزلة خلال السنوات الماضية، وأثرت على اقتصادها، خاصة بعد حملة مقاطعة شعبية سعودية.

ومطلع الأسبوع الماضي، أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وأعلنت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، بعد المباحثات، أن الزعيمين اتفقا على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين بلديهما. وأفادت مصادر بأن المحادثة الهاتفية تضمنت التفاهم بشأن زيارة أوغلو للرياض.

وفي وقت سابق، رحب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين بالمحاكمة التي أجرتها السعودية وقضت العام الماضي بسجن ثمانية متهمين بقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي بين سبع سنوات و20 عاما. وتعهد كالين بالعمل على بحث سبل إصلاح العلاقات بـ»أجندة أكثر إيجابية مع الرياض».

وشهدت العلاقات بين البلدين توترات خلال السنوات الماضية، خاصة بعد اغتيال خاشقي في قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018.

زيارة تميم

في غضون ذلك، استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمير دولة قطر تميم بن حمد الذي وصل جدة في زيارة للمملكة تلبية لدعوة من العاهل السعودي.

وأفادت مصادر بأن الجانبين السعودي والقطري سيعقدان قمة يناقشان خلالها العلاقات الثنائية والوضع في منطقة الخليج في ضوء مستجدات المحادثات الدولية مع طهران بشأن الملف النووي وجهود البلدين على صعيد مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين إضافة إلى الوضع في اليمن والتطورات الأخيرة في عملية السلام الأفغانية.

تعهد إيراني

إلى ذلك، أكدت إيران علناً ولأول مرة، أمس، أنها تجري محادثات مع السعودية، وقالت إنها ستفعل كل ما بوسعها لإيجاد حلول للقضايا بين البلدين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في مؤتمر أسبوعي بثه التلفزيون الرسمي، إن «تخفيف التوتر بين البلدين المسلمين في منطقة الخليج الفارسي يصب في مصلحة الشعبين والمنطقة».

وذكر زادة أن إيران في انتظار نتائج المحادثات، مضيفاً: «نرحب بحل القضايا القائمة بين البلدين. سنبذل قصارى جهدنا في هذا الشأن».

وكان السفير رائد قرملي، المسؤول عن تخطيط السياسات في وزارة الخارجية السعودية، قال لـ«رويترز» الأسبوع الماضي إن المحادثات بين المملكة والجمهورية الإسلامية تهدف للحد من التوتر الإقليمي، مضيفاً أنه من السابق لأوانه الحكم على نتيجة المحادثات وأن الرياض تريد أن ترى «أفعالا يمكن التحقق منها».

وثمة خصومة بين إيران والسعودية انعكست على الصراعات بالوكالة في أنحاء المنطقة، من اليمن إلى سورية والعراق. وقطع البلدان العلاقات الدبلوماسية في عام 2016، وقال مسؤولون ومصادر في الشرق الأوسط أبريل الماضي إنهما عقدا جولتي محادثات بوساطة عراقية.

ظريف والإمارات

في سياق قريب، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، بأن وزير خارجية بلاده محمد جواد ظريف كان يستعد لزيارة الإمارات.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية بشأن ما تردد عن وجود زيارة مرتقبة سيقوم بها ظريف إلى الإمارات: «نعم، كانت هذه الزيارة على جدول الأعمال، وستتم حينما تسنح الفرصة».

وذكرت مصادر أن طهران وعدت باستخدام نفوذها لوقف هجمات الحوثيين على المملكة، وطالبت الرياض في المقابل بدعم المحادثات غير المباشرة بينها وبين الولايات المتحدة في فيينا بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

في هذه الأثناء، صرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بأن الوقت عامل جوهري في مفاوضات فيينا.

وقال ماس على هامش اجتماع مع نظرائه بالاتحاد الأوروبي في بروكسل: «المفاوضات صعبة وشاقة لكن جميع المشاركين يجرون المحادثات في أجواء بناءة».

وأضاف «لكن الوقت ينفد. نهدف إلى العودة الكاملة للاتفاق النووي الإيراني لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان عدم قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية».