1- المشهد الأول: الجنين والولادة

Ad

( يحكي حياة الكويتيين في سنوات ما قبل ظهور النفط، عندما كان جنيناً في بطن الكوت)

مرّت اسنين وليالي... مرّت آلاف السنين

وهْوَ مثل الشوق مالي... قلبها لهفه وحنين

ذايب وعاشق هواها... كان شايف كل شقاها

وكاتم الآهات... ساكن... بالحشا مثل الجنين

كان يتْسَمَّع خطاوي... حافيه برمضا القوايل... لمّا من فوقه تُمُر

كان يسأل عن أهلها... شلون شالوا هالشمايل... واحملوا جمر الصبر؟!

حالهم كالعود ذاوي... والعرَق بالملح سايل... يغسل اجروح العمر

يطرب لصوت الغناوي فوق خَد السِيف لمّا...

آهة اليامال تبني قْصور... والمايه ثبُر

يامال... يامال... آهاتي اسْتوَت... " يامال"!

يا ساحِب البوم من كف البحر... لا مال

رِدْني مع الريح... لا عندي أهل لا مال

أغضي عن العيد... وإشْلي أنا بـ عيدهم!

وإن جَت طيوف الأهل مجبور أنا أعيدهم

أوْصيهم ابدارهم لا ذِكْروا بعيدهم:

بَخْروا لي ذيچ الغرَف ووسادة الآمال

ويْتَغنّى في هواهم:

للوجوه السُمر صِيري غيمه يا طيور الحمام

للعيون اللي غشاها الهم... ما تقدر تنام

للكفوف اللي طوَتْها احبال في غبّة ظلام

للصدور اللي اوْسِمَتْها الشمس صارت

في شقا الرمضا وسام

إيْتِشوَّق يم هواهم

ويْتِطلَّع في سماهم

وِدَّه لو لامس ثراهم... بَلْسم ايداوي الجروح

اهوَ " كلمه"... ما رضى بسرّه يبوح

وهوَ " معنى"... ما لبس ثوب الكلام

لين حانت لحظه في ذاك الزمان

وانفجر شوق ومحبّه... في ثراه اللي يحبّه

آه يا ريحة بلدنا... النِفَل فيها يفوح

أهْلها مثل النوارس إخْلقوا للموج روح

روحهم بيضا.. عفيفه... ناصعه... مثل الوضوح.

* نشرت كاملة في "الطليعة" بتاريخ 24 مايو 2000.

وضّاح