قبل ربع قرن تقريبا قرأت مقالا في مجلة الفرقان التي تصدر عن جمعية إحياء التراث الإسلامي في الكويت، والمقال للكاتب الدكتور أمير الحداد يقول فيه: "كنت في العمرة أطوف حول الكعبة وإذا بأحد مشايخ المملكة العربية السعودية يطوف أمامي وأسمعه يردد الدعاء التالي: "اللهم أصلح قلبي" طوال الأشواط السبعة.

فكرت بيني وبين نفسي مليا في هذا الدعاء الجميل، الذي كان يردده الشيخ وهو يطوف حول الكعبة "اللهم أصلح قلبي"، وتذكرت فوراً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".

Ad

إذا كان المسلم يفعل الخيرات ويجتنب المحرمات ولا يؤذي المسلمين والمسلمات بلسانه أو يده فإننا نشهد له بالإيمان، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على صلاح قلبه، لأن صلاح عمله مرتبط بصلاح قلبه.

أما إذا كان المسلم عاصيا ويرتكب الفواحش والمنكرات ويؤذي المسلمين والمسلمات وقاطعا لرحمه، فإن عمله، بلا شك، فاسد، وإذا فسد عمله فسد قلبه كما بين لنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والتسليم في الحديث الشريف الذي ذكرته آنفاً.

وبالمناسبة ونحن نستقبل العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك نسأل الله سبحانه وتعالى القبول والعفو والمغفرة ونحن نردد الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".

فيارب تقبل منا صيامنا وصلاتنا وقيامنا ودعاءنا وزكاتنا وصدقاتنا وكل طاعتنا وطهر قلوبنا من الحقد والحسد والكراهية والبغضاء والعداوة واجعل اللهم قلوبنا تقية نقية صافية وسليمة لأن القلب السليم سبب من أسباب دخول الجنة، فقد أخبرنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن رجل من أهل الجنة يدخلها بسبب نقاء وصفاء قلبه وسريرته، فلا يظلم ولا يغش ولا يحسد أو يكره أحدا من الناس، فلذلك بشره رسولنا عليه الصلاة والسلام بالجنة.

* آخر المقال:

كان المعصوم، صلى الله عليه وسلم، يكثر من الدعاء بالثبات على الدين فيقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".

محمد العويصي