يضم المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط آثارا تحكي سيرة وتاريخ كل الفترات الزمنية المختلفة للحضارات التي عاشت على أرض مصر، إضافة الى المومياوات الملكية التي تم نقلها في موكب مهيب، خطف أنظار العالم.

وعبر عدد كبير من حضور افتتاح المتحف عن انبهارهم بالتنوع الثقافي والحضاري الذي شهده المتحف، متوقعين أن يكون رقما مهما في معادلة السياحة بمصر، لاسيما بعد نقل المومياوات الملكية إليه، الأمر الذي يساهم في جذب الانظار إلى منطقة الفسطاط بشكل عام، ومتحف الحضارة المصرية وما يضمه من كنوز بشكل خاص.

Ad

اهتمام عالمي

وحظي المتحف باهتمام عالمي واسع، وأنشأت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" صفحة عبر موقعها على شبكة الانترنت تم تخصيصها باسم المتحف القومي للحضارة المصرية.

وقالت "اليونسكو" إن المتحف المصري الجديد يعرض الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الوقت الحالي، مستخدما أساليب متعددة التخصصات بما يسلط الضوء على التراث المادي والمعنوي لمصر.

وأكدت أن المتحف صُمم ليكون نقطة جذب للسائحين، ومركزاً للبحث معترفاً به دوليا، وسيلعب دورا هاما في التوعية عن التاريخ ومجتمع مصر الحديث والمعاصر، واستضافة المناسبات والمعارض المؤقتة.

الموقع

ويقع المتحف القومي بمنطقة الفسطاط في مصر القديمة بالقرب من حصن بابليون ويطل على بحيرة عين الصيرة. وتبلغ مساحته حوالي 33.5 فداناً منها 130 ألف متر مربع من المباني، وقام بتصميمه الاستشاري المعماري الدكتور الغزالي كسيبة أستاذ العمارة بكليه الفنون الجميلة بالقاهرة، في حين صمم قاعات العرض الداخلي المهندس المعماري الياباني أراتا إيسوزاكي.

ويستوعب المتحف خمسين ألف قطعة أثرية، تحكي مراحل تطور الحضارة المصرية، بالإضافة إلى عرض لإنجازات الإنسان المصري في مجالات الحياة المختلفة منذ فجر التاريخ حتى وقتنا الحاضر، كما يحتوى على نماذج وصور فوتوغرافية ومخطوطات ولوحات زيتية وتحف فنية، وآثار من العصر الحجري والفرعوني واليوناني الروماني والقبطي والعربي، وحضارة السودان والعصر الحديث، ويطل موقعه على بحيره طبيعية وهي بحيرة عين الصيرة.

وتعود فكرة إنشاء المتحف إلى عام 1982 عندما قامت "اليونسكو" بالإعلان عن حملة دولية لإنشاء المتحف القومى للحضارة ومتحف النوبة بأسوان، وفي عام 1999 تم اختيار الموقع الحالي للمتحف بالفسطاط بدلاً من موقعه السابق بالجزيرة، وتم عمل الحفائر الأثرية بموقع المتحف في الفترة من 2000 حتى 2005، ووضع حجر الأساس لمبنى المتحف في عام 2002، بعد أعمال الحفائر التي نفذت في عام 2000.

يتم عرض مقتنيات المتحف في 9 قاعات منها معرض رئيسي دائم عن أهم إنجازات الحضارة المصرية، مع ستة معارض موضوعية تغطي فجر الحضارة، والنيل، والكتابة، والدولة والمجتمع، والثقافة، والمعتقدات والأفكار، ومعرض المومياوات الملكية.

القاعة الرئيسية

وتحتوي قاعة العرض الرئيسية للمتحف على عدد من القطع الآثرية التي تعطي فكرة متكاملة عن الحضارة المصرية من العصر الفرعوني واليوناني والروماني والقبطي والإسلامي والحديث.

وتهيئ القاعة للزوار أجواء منطقة وادي الملوك، وتضم 22 مومياء ملكية من الأسرات السابعة عشرة حتى العشرين، وأهم هذه المومياوت مومياء الملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملكة حتشبسوت، والملك رمسيس الثاني، والملك رمسيس الثالث.

المصبغة الأثرية

ويتميز المتحف بوجود مصبغة داخل حرمه اكتشفت لأول مرة في عام 1932، وأعيد اكتشافها أثناء عملية الحفائر السابقة لبناء المتحف عام 2003-2004، والمصبغة مكونة من ثلاثة صفوف مزدوجة العيون في كل واحدة منها 13 عينًا. وفي الجانب الشمالي 13 عينًا منفردة ومدعومة بحائط مبني من الطوب، وبنيت العيون من الطوب الأحمر صغير الحجم يفصل بينها ممر عرضه 50 سم، ويفصل بين كل مجموعة من العيون حائط من الطوب عرضه 20 سم. العيون مستديرة قطرها 80 سم وارتفاعها 70 سم. وفي الجانب الشمالي 10 أحواض مستطيلة، يعتقد أن هذه الأحواض تستخدم لتثبيت الصبغة بعد عملية الصبغ.

4 ملكات

من بين الملوك الذين تم نقلهم الى متحف الحضارة بالفسطاط، 4 ملكات تميزن بقيادتهن وجمالهن في التاريخ المصري، وهن:

حتشبسوت التي توصف بجميلة الجميلات، الملكة القوية وهي ابنة الملك تحتمس الأول، واحدة من أشهر الشخصيات في تاريخ مصر القديمة، حكمت لعدة سنوات نيابة عن ابن زوجها تحتمس الثالث الذي كان صغيراً عندما اعتلى العرش. وتعد نهاية حكم الملكة حتشبسوت من الأمور الغامضة في تاريخ تلك الملكة الظاهرة، وبحسب علماء الاثار لا يعرف أحد على أي نحو من الأنحاء انتهت حياتها.

أحمس نفرتاري

هي زوجة أحمس الاول، ولعبت دورًا كبيرًا في طرد الهكسوس من مصر بجانب زوجها أحمس الأول، أول ملوك الأسرة الـ18؛ فكانت أول امرأة في التاريخ تقود فرقة عسكرية كاملة بالجيش، وأول ملكة تحصل على مركز الزوجة الآلهة لآمون، الأمر الذي جعلها من أعظم ملكات مصر الفرعونية.

مريت آمون

هي ابنة الملك أحمس والملكة أحمس نفرتاري، عُثر على مومياتها عام 1930 في مقبرة "TT358" بالدير البحري.

ولم تكن "مريت آمون" ملكة حاكمة إذ ماتت شابة في عمر الثلاثين، إلا أن دورها كان بارزًا في عصرها. فقد كانت الزوجة الملكية العظمى للملك أمنحتب الأول بالأسرة الثامنة عشر في الدولة الحديثة (1550 - 1292 ق.م)، كما تولت منصب "زوجة آمون" وراثةً عن والدتها الملكة أحمس نفرتاري.

الملكة «تي»

هي زوجة الملك أمنحتب الثالث، أقوى ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وابنة "يويا" كاهن الإله "مين" رب الخصوبة، وأمها تويا رئيس حريم الإله مين بأخميم، وعثر على مومياء الملكة عام 1898 في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35)، بوادي الملوك بالأقصر.

محمد الصادق