يجتمع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني غداً، بحضور كبير المفاوضين النوويين عباس عراقجي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، لحسم الموقف من العرض المقدم من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي.

وأكد مصدر رفيع المستوى، في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، أن عراقجي رفع تقريراً بشأن العرض الأميركي، الذي يقترح رفع جميع العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018 فقط، وليس جميع العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، مقابل عودة طهران الكاملة لتنفيذ تعهداتها وتطبيق القيود على برنامجها الذري، بحيث يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل وصول ترامب للبيت الأبيض.

Ad

وأشار المصدر إلى أن عراقجي، الذي اعتبر عرض واشنطن «مغرياً جداً»، طلب إعطاءه فسحة للمناورة عند العودة إلى مفاوضات فيينا، يوم الجمعة المقبل، وعدم الإصرار على الرفع الكامل للعقوبات دفعة واحدة.

وبحسب المصدر، فإن خامنئي رفض ضمناً العرض الأميركي، ووصفه بأنه غامض جداً ولا يلبي طلبات طهران، وتمسك بشرطه السابق القاضي بـ «رفع جميع العقوبات بشكل عملي، أو لا اتفاق»، لكنه قرر في النهاية إحالة التقرير إلى اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي لمناقشته واتخاذ قرار بشأنه، مؤكداً أنه سيتبنى ويبارك أي قرار يخرج عن الاجتماع.

وتوقع المصدر أن تجري مناقشات ساخنة خلال الاجتماع، مشيراً إلى أن معارضة كبيرة بدأت تتبلور، حيث يصر التيار المتشدد على مبدأ «رفع العقوبات بشكل كامل وعملي»، قبل عودة طهران لتنفيذ تعهداتها بالاتفاق النووي.

إلى ذلك، نقل التلفزيون الإيراني، أمس، عن مسؤول إيراني تأكيده أن طهران وواشنطن اتفقتا على تبادل سجناء، والإفراج عن أموال إيرانية مجمدة في الولايات المتحدة، كما اتفقت مع لندن على الإفراج عن البريطانية الإيرانية نازانين زاغاري راتكليف، مديرة البرامج في مؤسسة تومسون رويترز الخيرية، «بعد تسديد دين عسكري» مستحق لإيران لدى المملكة المتحدة يبلغ 400 مليون جنيه إسترليني.

من جانب آخر، كشف المصدر أن ظريف وضع استقالته، ليل السبت - الأحد، تحت تصرف المرشد والرئيس حسن روحاني، بسبب أزمة تصريحاته المسربة، التي تضمنت انتقادات لهيمنة «الحرس الثوري» والجنرال الراحل قاسم سليماني على مفاصل السياسة الخارجية للبلاد.

وفي حين لم يبت المرشد أمر الاستقالة، عارض روحاني الخطوة.

وأفاد المصدر بأن بعض أعضاء مكتب المرشد نصحوا ظريف بتقديم اعتذار للشعب، وهو ما سارع إليه الوزير لاحتواء عاصفة الانتقادات والغضب، التي شنها التيار المتشدد ضده وأخذت زخماً بنشر ابنة سليماني صورة يد والدها المقطوعة بعد اغتياله بضربة أميركية، مطلع العام الماضي.

طهران - فرزاد قاسمي