صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

لقد تابعت الثلاثاء 27 أبريل الجاري، مقابلة سموّكم التلفزيونية على محطة MBC، ولقد لفتني وأسعدني، كما الملايين من المشاهدين، في الوطن العربي والعالم، قدر الحماسة الذي يملأ روح سموكم، وذاك التدفق المعلوماتي الذي يحضر بذهنكم، وبمختلف مناحي حياة المملكة وما يحيط بها عربياً وعالمياً!

Ad

أخي الموقر، صاحب السمو الملكي...

اسمح لي أنا أناديك بأخي، فأنا من جيل عربي، عانى ولم يزل يعاني آلاماً لا تنفك تزداد، ولا تنفك ترفع جداراً بينه وبين أحلامه! أنا من جيل آمن وعشق شعارات عالية للعروبة، وللوطن العربي الواحد، ووصل به الحال والتمني اليوم أن يبقى القطر العربي الواحد موحّداً، كما في العراق وسورية واليمن وليبيا والسودان، وغيرها. تفتّحت عيون أحلامي وجيلي، والشعار الأكبر يلعب بنا زهواً وحُلماً: "وطني من الماء إلى الماء! وطني من الخليج إلى المحيط!" وآل الحال لما آل إليه. لذا يا صاحب السمو، فإن بزوغ نجمٍ مؤمّل في أحد أكبر أقطار الوطن العربي، وفيه أشرف بقاع الأرض، وبقدر ما يخصّ أهله وبلده فإنه يخصّنا نحن العرب كل العرب، وعلى الأخص الكويت، ومؤكد أن سموّكم تعلمون بواثق العلاقات الأخوية التاريخية بين القيادتين السعودية والكويتية، وبين الشعبين السعودي والكويتي!

صاحب السمو الملكي...

إن حلماً يشعّ بتصميم عينيْ سموكم ويملأ جوانب روحكم، ويأتي مقترناً بمعرفة عميقة بمختلف نواحي الحياة في المملكة، محمولاً على لغة الحقيقة والواقع ولغة الأرقام وتوقعات المستقبل، هذا الحلم هو حلمنا كلنا، وهو ما عشنا ننتظر وسنبقى! لكني وبسبب قربي من الحرف والكلمة واللوحة والفيلم السينمائي، أحلم يا صاحب السمو، بأن يكون في السعودية عالم لإنتاج الأفلام العربية وغيرها، عالم قد يتفوق على بوليوود الهند، ويضاهي هوليوود أميركا، فالعالم من أقصاه إلى أقصاه يتابع الفيلم السينمائي، ويحتفي بالفيلم السينمائي، وقد يتأثر به أكثر من تأثّره بأي منتج إبداعي ثقافي.

يا صاحب السمو، ما دمت تحلم بوطن شامخ، فلا تبخل على الثقافة والفنون، ولقد أجريت بحثاً في كتابي المعنون "رؤية المثقف العربي لما بعد كورونا" والصادر عام 2020، واتضح لي أن جميع الدول العربية لا تصرف على الثقافة والفنون من إجمالي ميزانياتها أكثر مما نسبته (1 في المئة)، وهذا ما يشير إلى أن الثقافة والفنون تحتل قاع سلم الأولويات، لكن وطناً يُراد له أن يحضر عالياً أمام أمم الدنيا، عليه وبالضرورة أن يستحضر فنونه وتراثه وأصالته وأن يدفع بها بشكل ساحر إلى عيون وقلوب ملايين المشاهدين حول العالم، ولا يمكن لهذا أن يتم دون مدينة سينمائية مجهّزة بأحدث التقنيات الفنية وتتوفر على استديوهات مهولة، قادرة على تقديم فيلم سينمائي معاصر ينافس على جوائز أوسكار وينالها باستحقاق!

صاحب السمو الملكي...

مؤكد أن سموّكم يعلم بمقولة "لا تكن رأساً فإن الرأس كثير الأذى"، لكن بما أن قدر سعد سموّكم جعلكم رأساً، وقدرنا أن نسعد ونعتز بسموّكم، وأن نتواصل معكم، وأن نقول: إن سموّكم حينما ينتقل بالمملكة من حال إلى حال، ومن وضع إلى رفعة، وحينما يحلم بوطن عصري يضاهي أحدث وأجمل وأرقى مدن الدنيا، فاسمح لنا يا صاحب السمو أن نحلم معك، وأن نمشي بخطو سموّك، وأن نتنفس حلماً طالما اشتاقت أرواحنا إليه.

صاحب السمو الملكي...

لا ترتقي أمم دون فكر وإبداع وأدب وثقافة وفن، فأرجوك أرجوك لا تبخل علينا، نحن مفكّري وكتّاب وفناني الوطن العربي، وليكن للفن درب إلى جانب كل الدروب التي شققتها للمعالي. وأخيراً عذراً يا صاحب السمو الملكي، لو كنت أطلت عليك، لكني أعلم كم هي تواقة نفس سموّكم لوطن تفخر وتفاخر به، ونفخر كلنا، نحن العرب بالانضواء تحت رايته!

وفقكم الله وسدد خطاكم.