المكر السيئ هو التدبر والتخطيط والتحضير لإيقاع شخص أو دولة في مصيبة ليستفيد منها من يرتكب تلك الجريمة، وفي هذا المقال سنتحدث عن جماعة تنوي الشر لدولتنا ولا نعرف إذا كانت الحكومة عارفة بنواياهم وخباياهم، وهل وضعتهم تحت رقابتها أم لا؟ قد تكون الحكومة هي من ساهم في تقوية هذه الجماعة وأمدتها بوسائل القوة، واليوم بعد أن قويت بدأت تخطط للانقلاب على الحكومة وتنوي ابتلاع الدولة، ولا غرابة في ذلك، فهذا هو طبيعة تلك الجماعة وديدنها، ولا مانع لديها من قطع اليد التي تساعدها إذا اقتضت مصالحها ذلك.

وكما يقول الشاعر:

Ad

ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله

يلاقى الذي لاقـَى مجيرُ أمِّ عامر

أو كما قال أبو الطيب:

إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ

وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا

فما يهمنا كيف نحمي الدولة من شر هذه الجماعة؟ قد تكون الحكومة لديها بعض الأخطاء، وقد تكون الدولة فيها فساد فلا توجد حكومة بلا أخطاء، والفساد ظاهرة عامة لا يخلو منها أي مجتمع، ولكن الخطورة أن تستغل هذه الجماعة الخطرة مثل تلك القضايا لتغطي على ما تنوي أن تنفذه من مخطط إجرامي ضد دولتنا، فهي تريد ابتلاع الدولة، لذلك يجب التصدي لها وإفشال محاولاتها، قال تعالى: "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ". (الأنفال، 30).

يريدون إحداث انقلاب على الدستور ليصبح الأمير يملك ولا يحكم كما يتخيلون، ويريدون أن يكونوا هم من يحكمون الدولة ليدمروها، فيجب تدميرهم قبل أن يدمروا الدولة، ويجب أن يكون مصير من يخطط لتدمير الدولة قاسيا ومهينا ليعتبر فيه من يريد العبرة، قال سبحانه: "فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ". (النمل، 51). بعد فشلهم في الجلسة السابقة من تعطيل الجلسة بالفوضى التي أحدثوها، سيحاولون في الجلسة المقبلة كما يزعمون أن يحدثوا فوضى أكبر لإرغام سمو رئيس الوزراء على قبول استجوابه بعد أن حصل على تأجيله من غالبية الأعضاء، حيث رأى غالبية الأعضاء أن تلك الاستجوابات عبثية، والمقصود منها إضاعة وقت المجلس، اللهم احم بلادنا من الأشرار.

د. عبد المحسن حمادة