قال رئيس هيئة التعليم العسكري بوزارة الدفاع، اللواء ركن فهد الطريجي، إن الجيش الكويتي يقتني منظومات قتالية ودفاعية كثيرة من عدة دول، وإنه «يتم إلحاق عسكريينا، من ضباط الصف والأفراد، بدورات تعليمية مكثفة، ليكونوا قادرين على تشغيل تلك المنظومات».

ولفت الطريجي، في حوار مع «الجريدة»، إلى أن «هناك منظومات تتعلق بأسلحة المناورة الرئيسة، والإسناد القتالي، والإسناد الإداري، ومن الصعب أن نكلف العسكريين بواجبات قتالية واستخدام مُعدات معقدة دون تلقي التعليم والتدريب المناسبين، ليكونوا قادرين على إدارتها وتشغيلها».

Ad

وتابع: «نُلحق المتدربين العسكريين، بجميع رتبهم، سواء كانوا ضباطاً أو أفراداً، بدورات داخل الكويت وخارجها، لإدارة وتشغيل منظومات الأسلحة التي يتم تسليح وحدات الجيش الكويتي بها، بهدف تلقي التدريب المناسب، والوصول إلى الكفاءة القتالية المطلوبة».

وفيما يلي تفاصيل الحوار:

• في البداية، حدثنا عن مدرسة تدريب الأفراد؟

- مدرسة تدريب الأفراد، هي مدرسة مسؤولة عن تدريب وتأهيل حَمَلة الشهادة المتوسطة وما دون، كما أن لدينا معهدا يُعنى بالتدريب التخصصي، وهو المسؤول عن تدريب طواقم وكوادر الجيش الكويتي، من خلال 3 مدارس، هي: مدرسة الإشارة، وهي المسؤولة عن تدريب مأموري الإشارة ومشغلي منظومات الاتصالات والحاسب الآلي بالجيش الكويتي، ومدرسة الإمداد والتموين، وهي مسؤولة عن تدريب الطواقم من ضباط وضباط صف وأفراد بجميع ما يختص بالإمداد والتموين والدعم اللوجستي والإطفاء، وكل ما يتعلق بأعمال الإسناد الإداري للعمليات الحربية.

أما مدرسة الإدارة، فهي المسؤولة عن تدريب الكوادر التي تعمل في أقسام الإدارة، بشتى أنواعها، بمجالات الحاسب الآلي وعلوم الإدارة وتأهيل العاملين بأقسام القوى البشرية بجميع التخصصات.

• وماذا عن معهد التدريب الفني؟

- المعهد مسؤول عن تدريب المهنيين أو الفنيين الذين يمتهنون العمل اليدوي، كالحدادة والخراطة وأمور الورش والمحركات والميكانيكا والكهرباء والإنتاج وغير ذلك. نحن في الجيش الكويتي نُعلم، ثم ندرّب الشباب بالوحدات على جميع التخصصات، لنصل بهم إلى كفاءة قتالية مناسبة.

تدريب العسكري وتأهيله

• كيف يتم تدريب العسكري وتأهيله لسلاح معيَّن؟

- الجيش الكويتي، اليوم، يقتني منظومات قتالية ودفاعية كثيرة من عدة دول. نُلحق العسكريين بدورات تعليمية مكثفة، ليكونوا قادرين على تشغيل تلك المنظومات. وهناك منظومات تتعلق بأسلحة المناورة الرئيسة والإسناد القتالي والإسناد الإداري، ومن الصعب أن نكلف العسكريين بواجبات قتالية واستخدام مُعدات معقدة من دون تلقي التعليم والتدريب المناسبين، ليكونوا قادرين على إدارتها وتشغيلها.

نلحق المتدربين العسكريين، بجميع رتبهم، سواء كانوا ضباطا أو أفرادا، بدورات داخل الكويت وخارجها لإدارة وتشغيل منظومات الأسلحة التي يتم تسليح وحدات الجيش الكويتي بها، بهدف تلقي التدريب المناسب، وبالتالي الوصول إلى الكفاءة القتالية المطلوبة.

• هل هناك فلسفة أو عقيدة خاصة بهيئة التعليم العسكري لتهيئة المقاتل الكويتي؟

- بكل تأكيد، فنحن نعمل وفق استراتيجية شاملة بشأن المسار التأهيلي للعسكريين، فالعسكري ينتسب لنا ويبدأ مرحلة التعليم الأولى. نحن من الجهات القليلة بالدولة التي يستمر فيها العسكري بتلقي التعليم طوال فترة خدمته، فيما لا يتحقق ذلك للموظفين بجهات أخرى، إذ يمكن أن يلتحق الموظف بقطاع معيَّن، ويكتفي بما حصل عليه، لكن العسكري ينتسب لنا بالجيش، ويستمر بالتأهيل والتعليم بعدة مسارات، سواء كانت دراسات عليا، أو استكمال دراسة الثانوية، أو الالتحاق بالدورات الحتمية أو التخصصية.

وفيما يخص دورات الترقية، فمن الضروري أن يتدرَّج الضباط وضابط الصف والأفراد بمسار تأهيل حتمي، وأن يجتازوا دورات خاصة، ليحصلوا على رُتب أعلى من رتبهم الحالية، ويكون ذلك مرادفاً لمسار الدورات التخصصية بمجالات الطيران والبرية والبحرية والدفاع الجوي والأسلحة المساندة الأخرى. ويتم عقد جميع تلك الدورات في معاهد متخصصة بوحدات الجيش بطريقة مبرمجة ومجدولة بمواسم تدريبية بإشراف هيئة التعليم العسكري.

إقبال على الالتحاق

• خلال وجودك على الهرم التعليمي الأكاديمي في وزارة الدفاع، كيف ترون إقبال شباب الكويت على الالتحاق لديكم؟

- في الفترة الأخيرة كان هناك إقبال كثيف من الشباب، والأعداد المسجَّلة تعدَّت الآلاف ممن لديهم الرغبة في الانضمام إلى صفوف الجيش الكويتي، والجيش أبوابه مفتوحة، وعلى أتم الاستعداد لاستقبال الشباب من حَمَلة جميع المؤهلات العلمية من الابتدائية إلى الجامعيين.

• لماذا هذا الإقبال الكبير من الشباب؟

- يعود ذلك إلى عدة أسباب، أهمها أن الأغلبية العظمى منهم يلتحقون بالجيش بدافع وطني، كما أن الجيش يوفر أمنا وظيفيا، وخدمات علاجية متميزة، وفرص استكمال التعليم، حيث إن بعص العسكريين ينتسبون للجيش الكويتي، ويتم ابتعاثهم، لتعلم اللغات، ويحصل بعضهم على درجات الماجستير والدكتوراه.

• هناك فكر لدى الشباب أن العسكري يتدرّب تدريبا صعبا أو يسمع ألفاظا نابية أو يتعرض لاعتداءات جسدية، ما سبَّب عزوفاً نوعاً ما لديهم، فما ردكم؟

- هناك مفهوم خاطئ عند معظم الناس فيما يتعلق بالشدة والعنف والتلفظ بألفاظ بذيئة أو العنف الجسدي، وهذا الأمر غير وارد لدينا على الإطلاق، فبعض المدارس العسكرية كانت في سنوات سابقة تنتهج الشدة في التدريب، لكن الآن يوجد انضباط والتزام في ميادين التدريب، ونتعامل مع المتطوعين بكل رجولة واحترام، دون السماح بالمساس بكرامة منتسبينا. لكن بالمقابل، الشاب الذي يرغب في أن يكون عسكريا بالجيش الكويتي يفضل ألا نعامله كشاب مراهق، فمن الطبيعي أن مَن ينتسب لنا يرغب في الانضباط والنظام، وأن يحظى بمعامله تليق به كرجل عسكري تُوكل له مهام تتعلق بأمن البلاد. التدريب لدينا يتم من خلال مدربين من ذوي الخبرة، وأعمار معظمهم تفوق الأربعين سنة، وهؤلاء لا يمكن أن يسيئوا معاملة شباب في أعمار أبنائهم، كما أنهم لا يتعاملون مع الطلبة بأسلوب المراهقين. جميع أشكال التدريب لدينا يجب أن تتوافق مع الأوامر الثابتة التي تحظر التعسف وسوء المعاملة، ومَن يرتكب مخالفات بحق المتطوعين يتعرض لمساءلة قانونية وعقوبات مشددة.

أما الحديث عن وجود تعذيب وعنف جسدي، فهذه أمور منافية للأعراف والنظم العسكرية، وهي موجودة في مخيلة البعض، لكنها غير موجودة على أرض الواقع.

من الحياة المدنية للعسكرية

• كيف تحوّلون الشاب المدني إلى الحياة العسكرية؟

- في فترة التدريب الأولى، وهي فترة "الاستجداد"، يتم خلالها تحويل الشاب من حياته المدنية إلى الحياة العسكرية، ويتم تهذيبه، وتغيير سلوكه اليومي بما يتوافق مع متطلبات الحياة العسكرية، من حيث النظام والالتزام بالوقت، ورفع مستوى اللياقة البدنية.

الحياة داخل معسكر التدريب أكثر انضباطا وأمنا، حيث نوفر للطلبة خدمات صحية كاملة، فلدينا وحدة طبية ورعاية تعمل على مدار الساعة، ولدينا أطباء للمدارس، وصيدلية متكاملة، وأقسام مختبرات طبية، وخدمات إسعاف لحالات الطوارئ، لدينا كذلك غرف عزل للمشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، مع العلم أننا قبل أن نُلحق هؤلاء الطلبة بالمدارس نخضعهم للتطعيم، وبفضل الله التحقت لدينا الدفعة الحالية يوم 1/3، وحتى اليوم لم يصب أحد منهم بـ"كورونا"، وقد حصلت بعض حالات الاشتباه فقط، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة كانت النتائج سلبية. لله الحمد خدماتنا العلاجية متوافرة. كما نوفر للطلبة أماكن سكن واسعة ومريحة، ومرافق خدمية تضمن الراحة والتباعد الجسدي. طاقتنا الاستيعابية كبيرة جداً، لكننا فضَّلنا قبول عدد قليل من المتطوعين في الدفعات الجديدة، تماشياً مع الاشتراطات الصحية.

• وزارة الدفاع هي الجهة العسكرية الوحيدة التي استقبلت دفعة خلال أزمة كورونا؟

فهد الطريجي لـ «الجريدة»: دورات تعليمية مكثفة للعسكريين لأداء واجباتهم القتالية

- نعم، نحن من بداية 2020 أغلقنا باب القبول، تخوفاً من إلحاق الضرر بالشباب، نظراً لحدوث تجمعات أثناء التدريب، وكانت تعليمات الجهات الصحية تمنع التجمعات، وهذا الأمر تم فرضه على كل قطاعات الدولة، وبعد الانقطاع لسنة كاملة وصلتنا طلبات عديدة من الأسر وأولياء الأمور، وكان هناك إلحاح عبر موقعنا الإلكتروني ومناشدات لفتح باب القبول للشباب، وهناك أعداد كبيرة ممن أنهوا دراسة الثانوية العامة كانوا ينتظرون فتح باب القبول، ورغبة منا في تحقيق رغبات الشباب، قمنا بدراسة الموضوع مع جهات الاختصاص، وفتحنا باب التسجيل، وبفضل الله أمور الطلبة تسير على ما يرام، ووفق الخطط الموضوعة بها الشأن. كما يوجد لدينا طاقم طبي كبير للتدخل لاحتواء أي حالات تفشي للفيروس، لا سمح الله.

• هل تعتقد أن قانون هيئة الخدمة الوطنية هو الذي حفَّز الشباب أكثر على الالتحاق بالجيش؟

- لنكن أكثر دقة، فإن قانون الخدمة الوطنية ساهم وجعل الشباب يتعرفون على الحياة العسكرية بوضوح، وهناك مجندون كثيرون رأوا أن الأمر مغاير، ولاحظوا أن كل الاحتياجات متوافرة داخل مدارس التدريب، وتبيَّن للجميع أن لدينا نظاما وبرنامج عمل يوميا مريحا ومرنا، كما نخصص أوقاتا للترفيه. لله الحمد، تتوافر لدينا احتياجات ومرافق خدمية للشباب داخل المعسكرات قد لا تكون متاحة لهم في الخارج. كما تشتمل برامج التدريب على أوقات راحة وترفيه ومباريات جماعية وغيرها. أيضا فترة التدريب تتيح للشاب ممارسة أنواع عديدة من الألعاب الرياضية والهوايات، كما تتحقق له فرصة التعرف على العشرات من زملاء الدفعة خلال فترات التدريب.

جدول مقنن ومدروس

• كيف يتم ضبط حياة الطالب داخل المعسكر؟

- نحرص على أن يكون جدول الطالب عندنا مقننا وموضوعا بشكل مدروس، وأن تكون الحياة اليومية طبيعية ومنتظمة. المتطوعون الشباب يأتون إلينا من أوضاع وبيئات اجتماعية متنوعة ومختلفة، فهناك شباب يفضلون السهر، وآخرون يُطيلون بالنوم حتى منتصف النهار، وبعضهم اعتادوا على الأكل السريع غير الصحي، وبعضهم يأكل وجبات بأوقات غير منتظمة، لكن في مدرسة التدريب يتم ضبط كل تلك الأمور، ويتم تحسين الحياة اليومية، بحيث يلتزم الجميع بأوقات الوجبات وفقاً للتعليمات الصحية الغذائية، كما نمنع أكل الوجبات السريعة والأكل غير المناسب.

وفيما يتعلق بالبرنامج اليومي، فإن الشاب يستيقظ قبل صلاة الفجر، ويؤدي الصلاة مع زملائه، بعدها يبدأون تجهيز أنفسهم وتنظيف غرف نومهم، ثم يلتحقون بحصة الرياضة اليومية الصباحية، بعدها يبدأ البرنامج اليومي حتى وقت الظهيرة.

• هل يستمر التدريب وقت الظهيرة؟

- وقت الظهيرة تتخلله راحة وتغيير ملابس، وترتيب أمورهم، وبعد ذلك يستأنف النشاط فترة العصر وفق البرنامج الموضوع، إذ يوجد وقت للرياضة المسائية، سواء عبر يوم ترفيهي أو محاضرات، وفي رمضان يتم تأجيل البرنامج، أي نوقف عملية التدريب في نهار الشهر الفضيل، إذ تكون هناك فترة راحة صباحية، والتدريب كُله يكون قبل الإفطار بفترة بسيطة، إذ تتم التهيئة، بعدها الفطور.

البرنامج اليومي يستمر حتى العاشرة مساء، بعدها يتم تطبيق مفهوم ما يُسمى بإطفاء الأنوار، وهو مصطلح متعارف عليه في الجيش، فالعسكري عندنا أو الطالب المتطوع مرغم على إطفاء الأنوار، وإذا أراد أحدهم عدم النوم عند العاشرة فهذا أمر متاح، لكن إطفاء الأنوار يتيح للبقية النوم في الوقت المحدد دون إلزام الطالب بالنوم بوقت معين، لكن لابد أن يكونوا مستعدين لصباح اليوم التاني.

بعد الأسبوع الأول تجد جميع الشباب تأقلموا مع البرنامج اليومي، الذي يعود عليهم بالصحة والفائدة، ونرى بعض مَن كانوا غير مرتاحين في الخدمة قد أحبوها وبدأوا يتأقلمون، حتى مَن كانت بنيته العامة ليست بالجيدة، بعد فترة قصيرة يتضح تحسُّن صحتهم العامة، بسبب الحصول على ساعات نوم كافية، وطعام صحي.

لدينا في مدارسنا نظام غذائي صحي متكامل ومتنوع، ويتم الإشراف عليه بواسطة طاقم طبي مختص، بحيث يتم تخصيص 3 وجبات رئيسة تتخللها وجبات خفيفة عند الحاجة. ومن الملاحظ أن الطالب بعد تخرجه في المدرسة يعتاد على هذا النظام، وتجد الشاب يستيقظ مبكرا، ويخلد للنوم في الوقت الطبيعي بين 9 أو 10 ليلاً، حيث تعوَّد على الروتين اليومي والصحي.

• هل الطالب لديه القدرة على إيصال الشكوى للواء فهد الطريجي أو العقيد صالح البصمان إذا وقع عليه ظلم أو اعتداء لفظي أو جسدي من أي شخص؟

- بكل تأكيد، أي واحد يدخل عندنا بالمدرسة نعامله كأي عسكري نظامي بالمعسكر، فلا يحق لأي شخص، مهما علت رتبته، التعدي لفظيا أو جسديا على الطلبة، فنحن مسؤولون عنهم جميعا، وهم في ذمتنا، وإذا لم يستطع الوصول لنا، فنحن نصل له قبل أن يصل لنا. نحن بصفة دورية أسبوعيا ننزل الميدان، ونمشي بالساحة، وندخل أماكنهم، ونسلم عليهم، ونتفقدهم، ونسألهم، ونتأكد من عدم وجود ما يزعجهم، كما نتفقد المدارس. جميع العاملين بالمدارس هم ضباط على قدر عالٍ من المسؤولية والخبرة، وحتى المدربون من كبار بالسن، ومن أصحاب الخبرة، ومرَّ عليهم عشرات الدورات، ومتى ما شعرنا بوجود مشكلة، نذهب إلى صاحبها، وبدورنا نبحث عنه، ونكلمهم على انفراد، ونتفقد أحوالهم في وقت الراحة، وليس فقط وقت المحاضرات والتدريب، ونترك لهم المجال لكي يتكلموا عن الوضع معهم، وكيف يرون مستوى التدريب، وهل الأكل يعجبهم، وما الذي لا يعجبهم. نعطيهم المجال ليتكلموا، لأنه قد يكون هناك أشخاص خجولون ولا يفضلون الكلام. كما نتيح لهم الخروج يوم الخميس، ويرجعون عندنا يوم السبت، وخلال فترة الخروج هذه من الممكن إرسال إيميل شكوى، فعندنا إيميل مخصص، ولدينا بوزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة للجيش حساب بـ"تويتر"، و"إنستغرام"، وعندنا رقم تلفون لوزارة الدفاع من الممكن أن يصل لنا أي واحد، ويستطيع أن يرسل لنا شكواه واقتراحاته، والأبواب مفتوحة. الحمد لله، لم نواجه أي مشاكل ولا أي شكاوى من تعسف في التعامل إطلاقا. أي شخص، لا سمح الله، إذا تعسف أو استغل سُلطته، فسيجد العقاب الرادع الذي يأخذ حق المتطوع بكل تأكيد.

• ما وجه التشابه بين دورات تدريب المتطوعين والدورات الكشفية أو الدورات الصيفية التي تنظمها جمعيات النفع العام أو القطاع الخاص، والتي يتخللها جانب ترفيهي ورياضي وتدريبي؟

- نعلم أن هناك أسرا تسعى سنويا لإرسال أبنائها لإلحاقهم بمعسكرات كشفية أو معسكرات صيفية، أو ما يُسمى بـ summer camp، كي يشغلوا أوقات الشباب بما يعود عليهم بالنفع، والبحث عن الصحبة الصالحة، وتغيير سلوكهم بما يعود لهم بالفائدة، حيث إن بعض الأسر ترى أن الشاب المراهق قد يكون خارج السيطرة ويسهر وينام خارج البيت، وبعض هؤلاء الشباب لا يملكون أي مهارات إطلاقا، وبعض الأسر - كما ذكرت - يُلحقون أبناءهم بدورات، ويدفعون أموالا كبيرة للتسجيل بمعسكرات داخل الكويت وخارجها، تشتمل على أمور رياضية وترفيهية، ويضبطون ساعات نومهم ودوامهم، لكن ما نقوم به مختلف تماماً، لأن الدورات التي نعقدها تُدار من قبل مدربين مختصين كبار بالسن من أصحاب الخبرة الطويلة، إضافة إلى أن دوراتنا التدريبية تختص بتأهيل وإعداد عسكريين مقاتلين، ونحرص على أن يتحلى هؤلاء المقاتلون بعد التخرُّج بدرجات عالية من الضبط والربط العسكري، وأن يتم تزويدهم بمهارات ميدانية وعلوم عسكرية من الصعب الحصول عليها خارج نطاق المؤسسة العسكرية.

بعض المعسكرات التدريبية الصيفية تعقدها شركات، وبعضها تعقد من قِبل هواة، ومع احترامنا للجمعيات الكشفية وبعض المعاهد ومنظمي الدورات بالجانب المدني والذين يقومون بدور جبَّار بكل تأكيد، لكن ما نقوم به نحن مختلف تماما، وطريقة عملنا أيضا مختلفة.

الذين يتخرجون لدينا يكونون مقاتلين قادرين على حمل السلاح، وتشغيل منظومات ومُعدات تحمي البلد، فيما مَن يلتحقون بمعسكر ترفيهي أمرهم مختلف، مع العلم أن بعض المعسكرت مُكلفة مادياً، ومن الجميل أن تأخذ المعسكرات الشباب من اللهو غير المباح، ومن يتخرَّج من عندنا يكون عسكريا محترفا نضمن له وظيفة لائقة وشرف خدمة الوطن.

الدورات قبل «كورونا»

• كم معدل الدورات قبل "كورونا" وبعدها التي كنتم تستقبلونها؟

- نحن في المدرسة الواحدة نستطيع استقبال 3 دورات في السنة، ويعتمد ذلك على عدد المتقدمين، فمثلا إحدى مدارسنا استقبلت بالدفعة الواحدة 300 شخص، أي نستطيع استقبال 900 شخص بالسنة، علما أن لدينا القدرة بالمساكن والأماكن الخدمية والمطاعم لاستيعاب أعداد كبيرة، لكننا نتماشى مع الإجراءات الاحترازية، ونفضل أن نقلل العدد، ويكون هناك تباعد جسدي. لدينا غرف نوم غرف كبيرة جدا 10 أمتار، ويكون فيها 6 أشخاص، مع أنها تستوعب 12 شخصا.

• ذلك يعني أنه تم خفض الأعداد للنصف؟

- نحن خفضنا الأعداد أكثر من النصف، وعندنا مساكن استخدمناها ومساكن شغلناها نزلناها إلى النصف، ولدينا القدرة لاستيعاب أعداد كبيرة، لكن في ظل ظروف الجائحة فضَّلنا أن نجرّب الدفعة الحالية، وستليها دفعات، وسنستمر في استقبال الشباب.

• في ظل ظروف الجائحة استقبلتم دفعتين (دفعة رقباء ودفعة جنود ووكالاء عرفاء).

- نحن استقبلنا دفعة رقباء من حملة ثانوية فما فوق، وعددهم يفوق المئة شاب، وهم من الثانوية والدبلوم ما بعد الثانوية، فحملة الثانوية نعطيهم رتبة رقيب، ومن فوق الثانوية نعطيهم رتبة رقيب ومعه علاوتان، وفي المدرسة يتم تدريب الأفراد، فيلتحق بها حملة المتوسطة وما دون، ويحصل حملة المتوسطة على رتبة وكيل عريف، وما دون المتوسطة على رتبة جندي، ويعتمد ذلك على المؤهل الدراسي، فنحن حاليا عندنا دفعتان، دفعة بمدرسة تدريب الأفراد، ودفعة بمدرسة تدريب ضباط صف.

دورات جديدة وتطعيم إجباري

كشف الطريجي أن هناك نية لفتح باب القبول، حيث تنتظر أعداد كبيرة، وهناك مَن ينتظر تلقي التطعيم للالتحاق.

وذكر أن "المتقدمين يسجلون، ويتم استقبالهم، لنقوم نحن بالتدريب، لكن إجراءات التسجيل والقبول تتم من قِبل جهة أخرى، هي هيئة الإدارة والقوى البشرية"، غير أنه لابد أولا في هذه الأيام من تلقي التطعيم قبل الالتحاق.

ولفت إلى أن "الدفعة الحالية تلقت التطعيم، وأي دفعة قادمة يجب أن تكون قد تلقته، ومن يرفض التطعيم، فلن نلحقه، أي أن التطعيم إجباري للقبول".

محمد الشرهان