انطلقت على هامش المعرض الافتراضي التشكيلي «ومضات رمضانية»، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أولى المحاضرات بعنوان «الحركة التشكيلية وأثر الفعاليات المحلية والدولية عليها»، والتي قدمها الفنان التشكيلي د. طاهر حلمي، وأدارها د. وليد سراب.

في البداية، قدمت مسؤولة المرسم الحر سارة خلف كلمة افتتاحية عن أجواء المعرض الافتراضي، ثم استهل د. حلمي المحاضرة باستعراض لورقته البحثية التي جاءت بعنوان «مسيرة الفن الكويتي».

Ad

وقال د. حلمي إن «الحركة التشكيلية الكويتية برزت في زمن قياسي كحركة فنية ذات شخصية مميزة، استمدت هويتها من مكونات المجتمع الكويتي الاجتماعي والثقافي، الذي أخذ بكل أساليب الحضارة الحديثة، لكن لم ينسَ عاداته وتقاليده وتراثه العربي والإسلامي».

وأوضح أنه «في منتصف القرن العشرين أخذت الحركة التشكيلية في الظهور من خلال إنشاء المدارس ونمو التعليم وإيفاد البعثات للخارج، وإنشاء المرسم الحر في عام 1960، وتأسيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية في عام 1967، ودرات الأعمال الفنية خلال هذه الفترة حول البيئة والتراث».

وأضاف «أما في فترة الثمانينيات والتسعينيات تقريبا فقد تراجعت الحركة التشكيلية الخليجية والعربية بسبب الأوضاع السياسية والحروب، ثم بدأ المجلس الوطني والجمعية الكويتية للفنون بعد التحرير في التجديد والتطوير، من خلال دعم الفنانين الذين قدموا أعمالا مميزة في المحافل المحلية والدولية».

وذكر أن الحركة التشكيلية الكويتية اتخذت مسارين؛ الأول تمثل في أعمال فنية اهتمت بالمشهد التراثي كقيمة تاريخية، وحافظت عليه كوثيقة وطنية من الاندثار، وسار على نهجه الكثير من الفنانين كأيوب حسين، ومحمود الرضوان، وبدر القطامي، ومعجب الدوسري وغيرهم، أما المسار الثاني فقد ابتعد فيه الفنانون عن واقعية المشهد التراثي، ومن الفنانين الذين ساروا على هذا النهج سامي محمد، وجاسم بوحمد، وعبدالرسول سلمان، وعيسى صقر، وثريا البقصمي، ومحمد الشيخ الفارسي وغيرهم.

واستعرض د. حلمي من خلال العرض المرئي نماذج من أعمال الفنانين من مختلف المراحل، وتحدث عن تجاربهم ومسيرتهم الفنية.

وشارك في النقاش خلال المحاضرة عدة فنانين متفاعلين مع المحتوى الذي قدمه د. حلمي، ومنهم الفنان عبدالهادي شلا، الذي قال: «أنا أذكر أن الانطلاقة الحقيقية كانت مع عودة الرعيل الأول من بعثاتهم الدراسية في فترة السبعينيات»، مضيفا أنه كان هناك حس مشترك ذو مسؤولية كبيرة بين الفنانين في المرسم الحر، وهم عيسى صقر، وسامي محمد، وجاسم بوحمد، وخزغل القفاص في عمل فن تشكيلي عصري من خلال ما تعلموه، ومن خلال رؤى جديدة، لافتا أن الفنانين في تلك الفترة شاركوا في المعارض الدولية والعربية.

كلية الفنون الجميلة

وبينما أكد الفنان علي العوض أهمية التعليم ودوره في نهضة الحركة التشكيلية، اقترح د. سراب إنشاء كلية للفنون الجميلة بهدف رفد الساحة الفنية بكوادر فنية أكاديمية.

وفي نهاية المحاضرة قدم د. حلمي عدة اقتراحات تعزز دور الفن التشكيلي، ومنها الاهتمام بالمتاحف التراثية والفنية حتى يتسنى للأجيال متابعة الحركة بصفة مستمرة، والاهتمام برعاية الجماعات الفنية التي تحمل رؤية مستقبلية ومتخصصة، وتفعيل وتوحيد دور المؤسسات الثقافية والفنية المختلفة، وزيادة الفعاليات والورش الدولية والمحلية.

فضة المعيلي