أعلنت رئاسة الحكومة الإثيوبية أن أديس أبابا ستقوم بعملية الملء الثاني لسد النهضة في الموعد المقرر، متهمة جهات خارجية وأخرى داخلية، بإحداث الفوضى، وزعزعة الاستقرار في البلاد.

وقال رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد، بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي، إن هذه الجهات "تعمل على إغراق البلاد في فوضى"، لكنه أشار إلى أنه "رغم المؤامرات والضغوط التي تمارس على البلاد، فإن إثيوبيا ستقوم بعملية الملء الثاني لسد النهضة في الموعد المقرر في موسم الأمطار خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين، وإجراء الانتخابات".

Ad

وفي خطوة تهدد باستئناف القتال في إقليم تيغراي، تجددت أعمال العنف في إقليم "أمهرة" شمال غرب إثيوبيا، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، ونزوح الآلاف من مناطقهم. وأججت أعمال العنف الأخيرة المخاوف حول الأجواء التي يفترض أن تجرى فيها الانتخابات الوطنية في شهر يونيو.

وتركزت أعمال العنف التي بدأت الأسبوع الماضي في قسمين إداريين في إقليم أمهرة، شوا الشمالية وأوروميا، والأخيرة يسكنها الأورومو أكبر قوميات جمهورية إثيوبيا الفيدرالية، بحسب الوكالة.

ورفض المسؤولون في المنطقتين حتى الآن إعطاء حصيلة دقيقة، لكن كبير الوسطاء الإثيوبي إيندال هايلي قال لوكالة "فرانس برس"، أمس الأول، بعد التوجه إلى المكان، إن نحو 200 شخص يمكن أن يكونوا قد قتلوا في هذه المواجهات.

وأضاف "يمكننا القول دون أن نخشى الوقوع في الخطأ بأن عدد القتلى تخطى المئة. والتقديرات تشير إلى مقتل 200 شخص"، موضحا أن هذه الأرقام "تستند إلى معلومات جمعت من نازحين"، بحسب الوكالة. وتابع أن أكثر من 250 ألف شخص نزحوا جراء العنف في منطقة شوا الشمالية وأكثر من 75 ألفا في منطقة أوروميا. وفي مارس أوقعت أعمال العنف في المنطقة نفسها أكثر من 300 قتيل، وتسببت في نزوح 50 ألفا.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأول، تسكين جيفري فيلتمان مبعوثا جديدا للولايات المتحدة في منطقة القرن الإفريقي، التي تعاني أزمات شائكة. وقالت الخارجية الأميركية إن فيلتمان سيقود الجهود الدبلوماسية الأميركية لمعالجة الأزمات السياسية والأمنية التي يعانيها القرن الإفريقي بينها الأوضاع في إقليم تيغراي المضطرب، والتوتر المتصاعد بين السودان وإثيوبيا، والنزاع حول سد النهضة الإثيوبي مع الخرطوم والقاهرة، وكذلك الأوضاع في الصومال. ومن المتوقع أن تتصدر أزمة سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على بعد 15 كيلومترا من الحدود السودانية بكلفة 5 مليارات دولار، وبطاقة تخزينية تقدر بنحو 74 مليار متر مكعب، أجندة المبعوث الأميركي الجديد في المنطقة.

وتتزامن مهمته مع وصول أطراف النزاع الثلاثة إلى طريق مسدود، بعد فشل الاجتماعات التي استضافتها كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية -الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي- خلال الفترة من الرابع حتى السادس من أبريل.