أعلنت روسيا، أمس، أنها ستبدأ سحب قواتها المحتشدة بالقرب من أوكرانيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، اليوم، مؤكدة انتهاء مناوراتها التي نشرت خلالها حشدًا عسكريا ضخما أثار قلق الغرب وكييف.

وفي كلمة ألقاها خلال التدريبات، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن «القوات أظهرت قدرتها على ضمان الدفاع الموثوق عن البلاد. لذلك قررت إنهاء أنشطة التدقيق في المقاطعات العسكرية الجنوبية والغربية» المتاخمة لأوكرانيا.

Ad

ووجه شويغو قوات الجيش بأن تكون مستعدة للرد فورا على أي تطورات سلبية في مناطق إجراء مناورات Defender Europe التي سينفذها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مايو ويونيو القادمين، وتعد أكبر مناورات لحلف شمال الأطلسي منذ الحرب الباردة.

وأجرت روسيا تدريبات عسكرية ضخمة امس في إطار استعراض القوة على الحدود الجنوبية لأوكرانيا. وقالت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، إن التدريبات ستجري بمشاركة أكثر من عشرة آلاف جندي، وما يزيد على 40 سفينة حربية.

وقبيل انطلاق التدريبات، أفاد موقع Flight Radar المتخصّص بتعقب سير الطائرات، بأن طائرة تجسس استراتيجية أميركية من طراز Global Hawk، نفّذت تحليقات استطلاعية فوق المياه الدولية القريبة من شبه جزيرة القرم، على ارتفاع 16 كلم تقريبا.

إلى ذلك، حضّت أوكرانيا حلفاءها في الغرب على إبداء استعدادهم لفرض عقوبات جديدة على روسيا لمنع الكرملين من اللجوء للمزيد من القوة العسكرية معها، في وقت بدأت روسيا تدريبات عسكرية ضخمة في القرم أمس، تحت إشراف وزير الدفاع سيرغي شويغو في إطار استعراض القوة على الحدود الجنوبية لأوكرانيا مما أثار قلقا كبيرا في كييف والغرب.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إن بلاده ليس لديها معلومات جديدة تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر القيام بعمل عسكري جديد، لكن من المهم أن يتحرك الغرب الآن للحيلولة دون حدوث ذلك، مضيفاً أن «رد الفعل الموحّد من الغرب شديد الأهمية الآن لمنع بوتين من اتخاذ ذلك القرار».

وتبادلت كييف وموسكو اللوم بسبب انهيار اتفاق لوقف النار في دونباس شرق البلاد حيث تقاتل القوات الأوكرانية قوات انفصالية تدعمها روسيا في نزاع تقول كييف إنه أودى بحياة 14 ألفا منذ 2014.

وفي موسكو، أكّد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس بوتين على علم بدعوة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعقد اجتماع لبحث الأزمة، «إذا رأى الرئيس ذلك ضروريا سيرد بنفسه».

وفي سياق متصل، غادر، أمس، السفير الأميركي في روسيا جون سوليفان على متن رحلة جوية متوجهة إلى لندن في طريقه إلى واشنطن.

وفي 16 أبريل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، أوصى سوليفان خلال اللقاء معه، بالتوجه إلى واشنطن لإجراء مشاورات.

في غضون ذلك، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أمس، أن قادة الحلف سيعقدون قمة في 14 يونيو بمقر المنظمة في بروكسل يبحثون خلالها سبل تعزيز استراتيجية المنظمة في وجه تحديات كبرى بينها «أنشطة روسيا العدائية والخطر الإرهابي والهجمات الإلكترونية وتأثير التغير المناخي على الأمن وصعود نفوذ الصين، كما انها ستشكل فرصة فريدة لتعزيز الحلف الذي يجسد الرابط الدائم بين أوروبا وأميركا الشمالية».