بينما تغرق البرازيل في أزمتها الوبائية بسبب تفشي فيروس «كوفيد19»، ظهرت معضلة سياسية جديدة في هذا البلد الأميركي الجنوبي، فبعدما أقال الرئيس جايير بولسونارو وزير الدفاع فرناندو أزيفيدو إي سيلفا بطريقة مفاجئة، فأعلن قادة الجيش والقوات البحرية والجوية استقالتهم رداً على ما حصل، وذكرت صحيفة «فولها دي ساو باولو» أن استقالة قادة الفروع الثلاثة من القوات المسلحة البرازيلية دفعةً واحدة هي سابقة تاريخية، ففي الأشهر الأخيرة، زاد التوتر بين الرئيس وأزيفيدو إي سيلفا، مع أنهما كانا صديقَين مقربَين وحليفَين سياسيَين في الماضي، بسبب إصرار الرئيس بولسونارو على محاولة تسييس الجيش البرازيلي لتحقيق غاياته الخاصة، وذكر الصحافيون البرازيليون أن أزيفيدو إي سيلفا طُرِد لأنه أكّد ولاء الجيش للدستور البرازيلي، لا الرئيس بولسونارو شخصياً.

حصلت هذه الاستقالات الجماعية في وزارة الدفاع بعد ساعات على استقالة إرنستو أرايجو، حليف بولسونارو المقرّب ووزير الخارجية البرازيلي، فتنحى هذا الأخير من منصبه في ظل تصاعد الانتقادات لمواقفه التي تُصِرّ على «شيطنة» الصين ودعمه القوي لخطاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وسياساته. وفي مجال آخر من العالم السياسي البرازيلي، أصدرت المحكمة العليا حُكماً للرئيس السابق لولا بتحدي بولسونارو في الانتخابات الرئاسية البرازيلية في عام 2022، وينذر هذا الوضع بحصول صدام انتخابي محتمل بين اثنتَين من أكثر الشخصيات المثيرة للانقسام في تاريخ البرازيل السياسي المعاصر.

Ad

تفاقمت الاضطرابات السياسية مؤخرا مع تصاعد عدد الإصابات وحالات الوفاة بسبب فيروس كورونا بوتيرة مقلقة في البرازيل، إذ يسجّل هذا البلد نحو 2710 حالات وفاة يومياً بسبب كورونا، ويتوقع بعض الخبراء أن تصل هذه الأعداد إلى 500 ألف حالة وفاة بحلول الصيف المقبل، فتتجاوز البرازيل بذلك الأرقام المسجّلة في الولايات المتحدة باعتبارها الدولة الأكثر تضرراً من كورونا بحلول نهاية هذه السنة.

واجه النظام الصحي البرازيلي مشاكل كبرى فبات المرضى يعجزون عن إيجاد الأسرّة والأوكسجين ومساحات شاغرة في وحدات العناية المشددة، كذلك تلاشت الآمال بمعالجة أزمة الصحة العامة التي يشهدها البلد نتيجة تباطؤ حملة التلقيح المحلية في البرازيل، إذ تفيد التقارير بأن أقل من 2% من سكان البلد تلقوا جرعات كاملة من اللقاحات حتى الآن، وبسبب غياب اللقاحات محلياً، قرر بعض البرازيليين قطع الحدود نحو الأوروغواي أو غويانا الفرنسية لتلقي اللقاح في أسرع وقت.

وارتفعت الوفيات بسبب «كوفيد19» وسط البرازيليين الشباب بين 30 و59 عاماً بنسبة 317% منذ بداية السنة، وهذا الوضع يثبت استمرار التهديدات التي يطرحها الوباء على جميع قطاعات المجتمع، وتُسبب هذه الأزمة نقصاً حاداً في الأوكسجين في أنحاء البلد.

غلوبال أميركانز