أعلنت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، يوم الجمعة الماضي، نمواً قياسياً في الفصل الأول من السنة، مع ارتفاع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 18.3 في المئة على مدى عام.

لكن الانتعاش يبقى متفاوتاً في البلاد، في حين يتواصل التعافي السريع في الصين من تداعيات انتشار وباء "كوفيد 19"، التي أدت إلى شلل النشاط الاقتصادي في العام الماضي.

Ad

وكان الناتج الداخلي في الصين تراجع العام الماضي بنسبة 6.8 في المئة في أسوأ أداء له منذ 44 عاماً.

التحسن التدريجي في تطبيق الشروط الصحية أتاح للاقتصاد الصيني استعادة مستوى نشاطه من الجائحة، إذ كانت الصين من الدول النادرة، التي سجلت نمواً إيجابياً في 2020 بلغ 2.3 في المئة.

من المعروف أن المحرك الرئيسي للنمو الأول هو من الصادرات لاسيما المنتجات الإلكترونية "العمل عن بعد"، والمعدات الطبية للولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، إذ استمرت الصادرات الصينية تنمو بنسبة متصاعدة بلغت 30.6 في المئة.

وهنا يجب أن نركز على عوائق الانتعاش الاقتصادي للصين:

1- تواجه الصين عقوبات أميركية في صناعات الاتصالات، والنسيج والحاسب الفائق.

2- شركات التكنولوجيا الصينية، التي أعيقت من العقوبات الأميركية على سبيل المثال لا الحصر: شركة هواوي، التي تم الحظر عليها في الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية.

3- إفلاس شركة استثمارات كبرى أميركية أخيراً "Archegos Capital Partners" ما أدى إلى هبوط حاد في أسعار أسهم الشركات التكنولوجية الصينية، بسبب أن صاحب الشركة هو أميركي صيني ويعد من كبار المستثمرين في الشركات التكنولوجيا الصينية، فكان من الطبيعي مع إفلاس شركته أن يؤثر سلباً على استثماراته الكبيرة فيها.

4- تغريم الصين أخيراً شركة علي بابا العملاقة مبلغ 2.78 مليار دولار بسبب انتهاكات لتشريع مكافحة الاحتكار، وهذه الغرامة تمثل 4 في المئة من قيمة المبيعات الداخلية للشركة من عام 2019، وتم أيضاً وقف اكتتاب الشركة التابعة لها باسم "Ant Group" بعد تشديد الإجراءات الرقابية على قطاع الخدمات المالية.

من وجهه نظري، يجب على الصين تنويع الاقتصاد من الصادرات والتركيز على الصناعات المحلية مثل صناعات السيارات

وSemi Conductors.

وعلى الرغم من المعوقات التي ذكرتها فقد ارتفعت الصادرات في شهر مارس إلى 30.6 في المئة، والصادرات إلى الولايات المتحدة الأميركية قفزت إلى 53.6 في المئة مع وجود الحرب التجارية من الولايات المتحدة على الصين.

حسان فوزي بيدس