وسط تصاعد الأزمة الأوكرانية، ومع استمرار التوترات على الحدود الروسية، نقلت صحيفة "صنداي تايمز" أمس، عن مصادر بحرية رفيعة المستوى، أن سفناً حربية بريطانية ستبحر إلى البحر الأسود في مايو المقبل، بهدف إظهار التضامن مع أوكرانيا وحلفاء بريطانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وذكرت الصحيفة أن مدمرة مسلحة بصواريخ مضادة للطائرات وفرقاطة مضادة للغواصات ستغادران مجموعة مهام حاملة الطائرات البحرية الملكية في البحر الأبيض المتوسط وتتجه عبر مضيق البوسفور إلى البحر الأسود، مضيفة أن "رسو السفن الحربية البريطانية قبالة سواحل أوكرانيا يهدف إلى إظهار التضامن مع كييف وحلفاء الناتو في المنطقة بعد إلغاء الرئيس الأميركي جو بايدن نشر سفينتين حربيتين في المنطقة خوفاً من تصاعد الأزمة مع احتشاد القوات الروسية هناك".

Ad

وفي الشهر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عزم المملكة تعزيز وجودها العسكري في البحرين الأسود والبلطيق.

وجاء في نص استراتيجية تحديث القوات المسلحة للمملكة، والتي نشرتها وزارة الدفاع البريطانية على موقعها الإلكتروني: "سنوسّع وجودنا في منطقة البحر الأسود وفي أقصى شمال الأرض وبحر البلطيق وغرب منطقة البلقان، حيث ننفذ مبادرتنا الإقليمية الجديدة الخاصة بتدريب قوات الحلفاء".

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، منذ أيام، خروج تشكيلة كبيرة من السفن الحربيّة إلى عرض البحر الأسود لإجراء مناورات عسكريّة، مضيفة أن طائرات ومروحيّات حربيّة وأنظمة دفاع جويّ ستشارك في المناورات البحريّة هناك.

في غضون ذلك، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تحديد خطوط حمر واضحة مع روسيا"، مبدياً استعداده لفرض عقوبات في حال أبدت موسكو "سلوكاً غير مقبول".

وفي مقابلة أجرتها معه شبكة CBS الأميركية، قال ماكرون رداً على سؤال حول احتمال اتخاذ تدابير ضد موسكو في حال اجتاحت أوكرانيا: "أعتقد أنه علينا بالفعل فرض عقوبات، وأعتقد أنه يتحتم علينا تحديد خطوط حمر واضحة مع روسيا".

وإذ أكد أن العقوبات وحدها "غير كافية" وأن من الأفضل إقامة "حوار بناء"، اعتبر ماكرون أن العقوبات تشكل "الطريقة الوحيدة لنكون ذوي صدقية".

وقال: "إننا بحاجة إلى حوار صريح وشفاف ومنفتح مع روسيا"، مؤكدا أن على روسيا أن تكون واضحة بهذا الشأن.

وكان ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدا الجمعة الماضي، دعمهما للرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، داعيين روسيا إلى سحب قواتها من الحدود والعمل سريعا لـ "خفض التوتر".

كما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس الماضي فرض سلسلة عقوبات مالية صارمة على روسيا إضافة إلى طرد 10 دبلوماسيين روس، مجدداً في الوقت نفسه عرضه بعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وجاء هذا القرار بعد سلسلة أعمال نُسبت إلى موسكو بما فيها هجوم إلكتروني هائل والتدخّل في الانتخابات الأميركيّة العام الماضي. كما فرضت عقوبات على 32 شخصاً وكياناً على ارتباط باحتلال القرم.

ورداً على قرار سابق اتخذته موسكو بطرد ألكسندر سوسونيوك، القنصل الأوكراني في مدينة سان بطرسبورغ، بعدما اتهمته بالحصول على معلومات سرية من مواطن روسي، قررت أوكرانيا، السبت، طرد دبلوماسي روسي.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، إنه تقرر طرد دبلوماسي روسي بارز لم تكشف هويته في السفارة الروسية اليوم.

وكانت السلطات الأمنية الروسية قالت في وقت سابق، إن القنصل الأوكراني ضبط "متلبّساً خلال اجتماع مع روسي عندما كان يسعى للحصول على معلومات سرية ذات صلة بقاعدة بيانات جهات إنفاذ القانون الروسية".

وفي خطوة مماثلة تأتي عقب خطوتي واشنطن وكييف، قال رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش ووزير الخارجية يان هاماتشيك، إن الحكومة قررت طرد 18 موظفا بالسفارة الروسية "للاشتباه في تورط المخابرات الروسية في انفجار بمخزن أسلحة عام 2014".

وينوي هاماتشيك، بحث "قضية تفجير مستودع فربيتيتسي"، خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم.

وفي تعليقها على القرار التشيكي بطرد الدبلوماسيين الروس، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أنها ستتخذ "إجراءات انتقامية ستجبر مرتكبي هذا العمل الاستفزازي على فهم مسؤوليتهم الكاملة عن تدمير العلاقات الطبيعية بين بلدينا".

على صعيد آخر، ذكرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية أن الجيش الروسي أصبح يشكل "تهديداً مطلقــاً" لحلف شمــال الأطلسي "الناتو"، رغم أن حجمه أصبح أصغر مما كان عليه في زمن الاتحاد السوفياتي.

وجاء في التقرير أنه على الرغم من الحجم الأصغر للجيش الروسي مما كان عليه في زمن الحرب الباردة، إلا أنه مزود بمعدات عسكرية أكثر تطورا وحداثة.

على صعيد آخر، وبعد يوم من تحذير مجموعة من الأطباء من أنه معرّض للإصابة بالفشل الكلوي، ما قد يؤدي إلى سكتة قلبية، دعا أمس، حلفاء المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني المضرب عن الطعام منذ 31 مارس، الروس إلى التظاهر في 21 أبريل "لإنقاذ حياة" خصم الرئيس فلاديمير بوتين الأول الذي يعاني حالة صحية سيئة.

ويقول أنصار نافالني، إنه قد يموت في غضون أيام.

ودعت داشا، ابنة نافالني التي تدرس في "جامعة ستانفورد"، السلطات الروسية إلى السماح لطبيب بعلاج والدها في السجن.

وبينما كتب أكثر من 70 شخصية مشهورة من جميع أنحاء العالم رسالة مفتوحة إلى بوتين يطالبون فيها بعلاج نافالني، اعتبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنّ المعارض الروسي يعيش وضعًا "غير عادل على الإطلاق"، في حين أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، أن بلاده، "قلقة جدا" حيال وضع نافالني الصحي، متحدثاً عن تحمّل بوتين "مسؤولية كبيرة" في ذلك.