رأت رئيسة "التجمع الوطني" الفرنسي اليميني المتطرّف، مارين لوبن، التي من المتوقع أن تعلن قريباً استقالتها من رئاسة الحزب لتترشح بوجه الرئيس إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل 2022، أن لديها فرصة للفوز، مؤكدة أنها "ستسعى لتغيير جذري في السياسة العامة التي يعانيها ملايين الفرنسيين".

وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة "فرانس 24"، بدا أن لوبن ترسم الخطوط العريضة لحملتها الانتخابية التي ستركز كما ظهر، على انتقاد استراتيجية ماكرون في التعامل مع جائحة "كورونا"، ومغازلة الشرائح التي بدأت تتململ من القيود على الحركة والاقتصاد المفروضة منذ أكثر من عام.

Ad

وبعد أيام من استطلاع للرأي أظهر حصولها على 25 بالمئة من أصوات الفرنسيين مقابل 26 بالمئة لماكرون، قالت السياسية اليمينية المتشددة: "لمدة عام، جعل ماكرون الفرنسيين يشعرون بالذنب، ورفض الاعتراف بأن إجراءاته إما غير فعالة أو متأخرة جداً". وأضافت: "لقد فشلت فرنسا في وضع استراتيجية ناجحة، من الأقنعة والاختبارات إلى اللقاحات".

ورأت أنه "من الجيد أن يكون لديك لقاحات، لكن عليك أن تحصل على هذه اللقاحات أولاً!. النتيجة اليوم يرثى لها".

وكانت لوبن قد دعت الأسبوع الماضي إلى ترخيص اللقاحين الروسي والصيني، والاستعانة بهما في مواجهة أزمة شحّ اللقاحات التي جعلت حملة التطعيم في أوروبا متخلّفة بأشواط عن بريطانيا والولابات المتحدة المنتجين الرئيسين للقاحات "كورونا".

وتابعت لوبن: "نود أن يكون هناك القدر نفسه من الطاقة في ملاحقة اللصوص والمغتصبين والقتلة، كما هي الحال في مطاردة الأشخاص الذين لا يرتدون الكمامات أو يرتدونها بطريقة خاطئة!".

حزب ماكرون

وكان حزب "الجمهورية إلى الأمام" الذي يتزعمه ماكرون احتفل أمس الأول افتراضياً بالذكرى الخامسة لتأسيسه، في مسعى لتحسين موقعه مع الحملة لإعادة انتخاب ماكرون لولاية ثانية.

و"الجمهورية إلى الإمام" كان أول حزب في فرنسا من حيث ثروته (23 مليون يورو) وحتى عدد المنتسبين اليه (420 ألفا)، وعرف مذاك انتخابات تشريعية ناجحة أعقبتها انتخابات بلدية فاشلة، تمهيداً لانتخابات المناطق في يونيو المقبل.

ولم يصبح الحزب الذي كان من المفترض أن يجمع بين يسار الوسط ويمين الوسط، ما كان يفترض به أن يكون، أي حزبا ديمقراطيا كبيراً، لكنه نجح في الصمود وبات في قلب اللعبة السياسية مع شركائه الوسطيين، لا سيما في تشكيل لوائح الغالبية في انتخابات المناطق.

وقال المتحدث باسم الحزب النائب رولان ليكو: "نعم لسنا مترسّخين في المناطق، لكن لدينا القدرة على دعم الناشطين ونتمتع بدينامية ومرونة نحسد عليهما تسمحان لنا بالوصول إلى بر الأمان في هذه الانتخابات".

نظافة باريس

من ناحية أخرى، يدور جدل عبر شبكات التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة بشأن نظافة باريس، مما استدعى تعليقات من رئيسة بلدية المدينة، الاشتراكية آن إيدالغو، والمعارضة اليمينية.

وعبر استخدام وسم "ساكاج باريس" (تشويه باريس)، نشر مستخدمون للشبكات الاجتماعية صوراً تظهر رسوم غرافيتي على الجدران ونفايات في الشوارع وعبوات ومخلفات مرمية في الأقنية المائية، وندّد هؤلاء بـ "إهمال سلطات المدينة إزاء التخريب اللاحق بها، مما حوّل باريس إلى ما يشبه المكب وما يذكّر بمدن الصفيح".

ووجهت انتقادات كثيرة لإدارة إيدالغو التي قد يرشّحها اليسار لـ "رئاسية 2022".

وبعد انتشار الوسم، نددت بلدية باريس بما اعتبرته "حملة لتشويه السمعة" مؤكدة أن "باريس على غرار كل مدن فرنسا تواجه مظاهر غير حضارية ومشكلات في إدارة المساحات العامة، كما أن بعض الصور المنشورة قديمة أو ملتقطة قبل مرور فرق النظافة".

وطالب نواب من المعارضة اليمينية، في بيان، مجلس بلدية باريس بتنظيم جلسة استثنائية مخصصة للنظافة في المساحات العامة.

وأكدت رئيسة بلدية الدائرة السابعة في باريس رشيدة داتي، منافسة إيدالغو في آخر انتخابات بلدية، أن "الوقت حان كي تفتح السيدة إيدالغو وحلفاؤها أعينهم على تراجع باريس. خلف هذه الصور، ثمة انعدام الأمن والتقوقع والتدهور الاجتماعي والاقتصادي في باريس".

وعلّقت لوبن، التي من المتوقع أن تكون المنافس الرئيسي لماكرون في انتخابات 2022، في تغريدة، إن "تدهور عاصمتنا الجميلة على يد فريق إيدالغو معاناة وطنية يجب ألّا يتجاهلها أي فرنسي".