لماذا ندخل في المتاهة؟!

الوجوه واضحة.. والمواقف أيضاً واضحة!

Ad

أما عن السيد «الشرف» فهو ملتبس.. وإن قيل إنه نسبي!

لكن لماذا لا أحد ينتبه لما يفعله «السادة السياسيون».. من باعة الوهم والهذيان؟!

لم تعد هناك إجابات واضحة، يمكنها أن تقطع عناء الأسئلة، عن مواقف الكثير من السياسيين- وخاصة السادة النواب- الذين أصبحوا يتعاطون اللا مبالاة، ويقدمون جهودا كبيرة لتبديد الوقت!

مواقف تدار بمنطق الجاهلية، وأحياناً كثيرة بمنطق المال، وغيره، لا بمنطق الأمة!

مواقف- للأسف- يتبعها الكثيرون ممن تم تحويلهم إلى وقود، يساهمون بشكل كبير وفعال، في إظهار الطراز الفذ من العبث!

وقود يدار حسب رؤى «أصنام الخديعة».. وإن استمر الوضع كما هو عليه، ربما سيتم اغتيال آخر ما تبقى من أمل!

«وكم من أمل معلق وذابل وحزين.. مثل حلم وحيد»!

كلنا متورطون- في مهازل السياسيين- ومتواطئون أيضاً في صمتنا تجاه ما يحدث من قبلهم، من تناقضات فاضحة في المواقف.. وملتبسة أيضاً.

حتى الصمت وحده لا يكفي، لأن الأمر يحتاج المواجهة بلحظة وعي، يمكن من خلالها أن تجعل المشهد مكشوفاً، وواضحاً، من أجل أن يتبين الفرق بين الخطأ والخطيئة التي يرتكبها السياسيون- وبكل وقاحة- وخاصة ممن أخذوا دور النعامة التي لا نحتاج إلى أن نرى شارباً في وجهها.. فهل هناك موقف تجاه من لن يبقوا حجراً على حجر؟ وهل هناك مجال لأن يتحرك شيء فينا.. الضمير على الأقل؟! لأن البلاد التي حملتنا على أكتافها لا تستحق ما يحدث.

سئمنا و«انقرفنا» مما يحدث، وحتى الصرخات التي تلامس الجراح، لم تعد تكفي، والمخالب تتراقص حول أرواحنا!

لسنا بحاجة للسؤال عمن صنع المسافة العمياء بين الرؤية والمشهد، ولكن كيف يمكن استبدال «الببغاوات» السياسية، بمن يرون من خلال القلب، لا من «المريخ»!

حتى وإن قيل «لا ربيع في المشهد»، الآن نحن في خريف تتساقط فيه الأوراق والوجوه التي لم تعد تغطيها الأقنعة! ولكن لا أحد يريد أن ينتبه!

وجوه تضع الحالة اللا مناسبة في الوضع المناسب!

بعد أن كان الخطاب «إصلاحاً» أصبح «مصطلحاً».. لا أكثر، في ظل التقلبات المتسارعة، وفي المشهد، فلم تعد أحلامنا تتحمل ما يحدث.. ولا كوابيسنا! وحتى من يريد الإصلاح أصبح ملاكاً بائسا.. وحزينا.

أين العقول؟ أين القلوب؟! أين الضمير؟!

هذا ليس سؤالاً للسياسيين- الذين دخلوا في الخواء- بل «على الأقل» للذين أصبحوا ضيوف شرف على الصمت!

يستمر حضور وجوه السياسيين وعقولهم التي تلعب بالبلاد وتلعب مع السراب.. وخطاباتهم التي يخيل لك أحياناً أنها من منجزات «عبقرية الغباء».. ونبتسم.

بعد هذا هل نقول لا جدوى من الكتابة؟! ما دام هناك من لا يبالي؟!

وحتى إشعار آخر.. «سئمنا» وحدها لا تكفي.

لذا: تلهّوا بخطابات الإثارة.. والثرثرة!

عبدالله الفلاح