تمخض اجتماع غير مسبوق عقد في فيينا، بين إيران والقوى الكبرى بمشاركة الولايات المتحدة، وإن بشكل غير مباشر، عن تفاهم على عقد اجتماعين متوازيين على مستوى الخبراء بين طهران ومجموعة "4+1"، لبحث القضايا الفنية في مجالي رفع العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، والخطوات النووية التي قد تتخذها الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن الجولة الأولى من محادثات فيينا، حول إحياء الصفقة التي انسحب منها الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، اختتمت أمس، فيما تستمر المباحثات على مستوى الخبراء بين طهران و"4+1"، التي تضم روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

Ad

وفي إشارة إلى حلحلة طفيفة بموقف طهران الذي كان يصر على رفع كل العقوبات قبل العودة للامتثال للقيود النووية، لفتت الوزارة إلى أن نائب وزير الخارجية، عباس عراقجي، الذي يقود وفد بلاده في فيينا، أكد خلال الاجتماع أن رفع العقوبات يمثل "الخطوة الأكثر ضرورة" لتفعيل الاتفاق.

في غضون ذلك، أكد مسؤول أوروبي أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وإيران والدول الأخرى الموقعة على الاتفاق تسعى إلى إحياء الصفقة في غضون شهرين، فيما وصف دبلوماسي روسي لاجتماع الأول بأنه "مثمر".

ومع انطلاق المباحثات النووية، وكان المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، قال أن إصرار إيران على رفع العقوبات قبل العودة إلى التزاماتها يعكس عدم جديتها في العودة للاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

كما أضاف أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى إلى اتفاق أكثر شمولاً، وأطول أجلاً من الاتفاق بوضعه الحالي ليغطي جميع أنشطة إيران النووية والإقليمية.

وأتى ذلك، بعد أن خفضت وانشطن أمس الأول سقف توقعتها بشأن مباحثات فيينا، مع تأكيدها على الاستعداد لإعادة النظر بقسم من العقوبات إذا ما التزمت طهران بالكامل بالاتفاق. وأوضح المتحدّث باسم الخارجية نيد برايس أنّ واشنطن مستعدّة للبحث في رفع بعض العقوبات، لكن فقط تلك المتعلّقة بالملف النووي، دون العقوبات الأخرى المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان وغيرها.

كما شدد على أن الإدارة الأميركية لن تقدّم مبادرات أحادية الجانب أو تنازلات لإقناع إيران، مشيراً إلى أنّ "الصيغة الأولية هي الرفع المحدود للعقوبات النووية مقابل قيود دائمة، ويمكن التحقّق منها على برنامج إيران النووي.

من جانب آخر، تعرض رئيس الوفد الإيراني بفيينا، عباس عراقجي، لمحاولة اعتداء من قبل معارضين ينتمون لـ"مجاهدي خلق"، أثناء توجهه إلى مقر المباحثات بالعاصمة النمساوية.

في سياق منفصل، ذكر الادعاء العسكري الإيراني أنه وجه الاتهام لعشرة مسؤولين، (مجهولين)، بشأن إسقاط "الحرس الثوري" طائرة ركاب أوكرانية في يناير 2020، مما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها.