نظمت وزارة النفط حلقة نقاشية افتراضية بعنوان "الغاز الحر في دولة الكويت"، ناقشت خلالها عمليات انتاج الغاز الحر والنفط الخفيف في البلاد، والخطط المستقبلية لزيادة الإنتاج.

وقالت كبيرة مهندسي المكامن في شركة نفط الكويت م. نورا الميع، إنه انطلاقا من التوجهات الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية فإن الكويت تسعى الى زيادة عمليات استكشاف، وانتاج الغاز الطبيعي غير المصاحب، إذ تم اكتشاف أول بئر للغاز الحر في عام 2005 في أم النقا بشمال البلاد.

Ad

وذكرت أنه تم كذلك اكتشاف المكامن الجوراسية في حقول شمال الكويت (الروضتين والصابرية وظبي وأم نقا وبحرة)، مما دعت الحاجة لإنشاء 4 منشآت جوراسية لإنتاج الغاز غير المصاحب، مبينة انه تم تدشين منشأة (EPF- 50)، وتم تشغيلها في سنة 2008، ومنشأة الصابرية التي تم تشغيلها في نهاية عام 2017، ومنشأتي شرق وغرب الروضتين في 2018.

وقالت إنه في عام 2020 وصل إجمالي انتاج المنشآت الأربع الى 550 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز الحر (غير المصاحب).

ظروف إنتاجية صعبة

ولفتت إلى أن حقول الغاز الحر لديها ظروف انتاجية صعبة تتمثل في ارتفاع نسبة غاز كبريتيد الهيدروجين السام، التي تتراوح بين 2 في المئة و8 في المئة، وارتفاع درجات الضغط والحرارة التي تصل الى 280 فهرنهايت (ما يعادل 130 درجة مئوية)، فضلا عن الاعماق الكبيرة للآبار التي تصل إلى 16.5 ألف قدم.

وحول الخطة الاستراتيجية لإنتاج الغاز الحر في الكويت، قالت الميع إن "نفط الكويت" وضعت خطة لإنتاج الغاز الحر على 3 مراحل، وهي المرحلة الاولى لإنتاج ما يقارب 175 مليون قدم مكعبة في اليوم من الغاز الحر، إذ تم تحقيق هذه المرحلة من خلال تشغيل منشأة الانتاج المبكر (EPF-50)، ورفع إنتاج المحطة الى 210 ملايين قدم يوميا من الغاز الحر.

وبينت أن المرحلة الثانية الحالية شهدت رفع الانتاج الى نحو 550 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز الحر، إذ تم تحقيق هذه المرحلة من خلال تشغيل منشآت الانتاج الجوراسي في الصابرية وشرق وغرب الروضتين.

وأشارت الى أن "نفط الكويت" تهدف من خلال المرحلة الثالثة المستقبلية إلى الوصول إلى انتاج 950 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز الحر في 2023.

وقالت انه ينتج حاليا 127 بئرا جوراسية لسد احتياج المنشآت وللوصول للأهداف الاستراتيجية، وتهدف الخطة المستقبلية الى الاستمرار في انتاج 950 مليون قدم مكعبة خلال السنوات القادمة من خلال ادخال وحدتي الانتاج المبكر 4 و5.

معدات إنتاج خاصة

من جانبها، قالت كبيرة جيولوجي في "نفط الكويت" أريج الدارمي، إن مكامن النفط في الكويت التي تحتوي على غاز حر "صعبة للغاية"، وتصل إلى أعماق كبيرة جدا تصل الى نحو 6 اضعاف طول برج خليفة تحت الارض، وهذه الظروف القاسية تتطلب معدات انتاج خاصة يتم استيرادها من المصنعين لتتناسب مع طبيعة الحقول في الكويت.

وأضافت الدارمي ان "نفط الكويت" رفعت خلال 2020 مستويات انتاج الغاز الحر لتصل الى 550 مليون قدم مكعبة يوميا في سبتمبر 2020؛ لتغطي انخفاض انتاج الغاز المصاحب الذي تزامن مع تخفيض انتاج الكويت تطبيقاً لالتزامات الكويت في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها المستقلين من الخارج (أوبك+).

وأوضحت ان الشركة تقوم سنويا بحفر ما بين 22 إلى 23 بئرا للغاز الحر، مبينة ان انتاج 550 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز في الكويت تأتي من 9 حقول حاليا. ولدى الشركة 100 بئر نشيط.

أول عينة للنفط الصخري

وقدمت الدارمي، خلال الحلقة النقاشية، أول عينة للنفط الصخري المستخرج في الكويت، والتي تم استخراجها من احد الآبار في البلاد بتكنولوجيا جديدة، وفي ظروف غير عادية.

وحول مستجدات انتاج الغاز في العالم وانخفاض سعره بشكل كبير نتيجة تفشي جائحة كورونا في العالم، وتأثيرها على معدلات الاستهلاك، ومدى لجوء الكويت للاعتماد على الاستيراد بدلا من انتاج الغاز بكلفة مالية مرتفعة، قالت الدارمي، ان الكويت مستمرة في خطط الانتاج كما هي، وذلك لتلبية احتياجات وزارة الكهرباء والماء من الغاز.

وأشارت إلى ان انتاج الغاز في الكويت يعتبر تنافسيا، إذ يستخرج معه كميات من النفط الخفيف عالي الجودة، الذي ترتفع اسعاره عالمياً، وتقوم مؤسسة البترول الكويتية بخلطه مع خام التصدير الكويتي لرفع درجة النقاوة.

الاستكشاف مستمر

من جانبه، أكد كبير جيولوجي فريق التقييم الاستكشافي في "نفط الكويت" رياض ابراهيم أبوطالب، ان عمليات الاستكشاف عن الغاز الحر في البلاد مستمرة للوصول الى الخطة الاستراتيجية المرجوة للإنتاج والمحددة من الدولة المتمثلة في مؤسسة البترول بزيادة احتياطيات النفط والغاز.

وقال أبو طالب إن "مؤسسة البترول هي المعنية برصد ميزانيات تلك العمليات الاستكشافية للسنوات العشر المقبلة، وهي مرحلة تحويل المكمن الى مرحلة الانتاج الفعلي للغاز بشكل كامل إذا نجحنا في اكتشاف الغاز".

وأوضح ان تقليص مصروفات القطاع النفطي تماشيا مع أوضاع جائحة كورونا تعد من اسباب التأخير في عمليات الاستكشاف، التي قد تؤثر على تحقيق استراتيجية المؤسسة لسنة 2040، مشيرا في الوقت نفسه الى ان "الشركة تقوم بالدراسات الدقيقة على حجم الغاز في المكمن المستهدف قبل حفره وتحويله الى مرحلة الانتاج، ونقوم بعمل دراسة جدوى اقتصادية لكمية الغاز المتوافرة إذا كانت الكميات مجدية تجاريا بالنسبة لتكلفة الحفر للبئر، لأن تكلفة الانتاج عالية جدا".

تأهيل البنية التحتية

من جانبها، قالت مديرة العلاقات العامة في وزارة النفط الشيخة تماضر خالد الأحمد في مداخلة لها خلال الحلقة النقاشية الافتراضية، إن الكويت لا تدخر جهداً في تأهيل بنيتها التحتية، وتوسعتها ومواكبتها لكل التقنيات المتنوعة، وذلك من خلال مجموعة ضخمة من المشاريع الرامية إلى زيادة الإنتاج، وتحقيق استراتيجيتها الرامية إلى السير قدما وبخطوات ثابتة نحو الريادة في القطاع النفطي، باعتباره عصب الاقتصاد الكويتي وعموده الرئيسي.

وذكرت الشيخة تماضر أن "نفط الكويت" تسير قدماً في تنفيذ خططها الطموحة لإنشاء العديد من المشاريع التي تهدف إلى زيادة إنتاج الغاز الحر من خلال الوصول إلى أحدث الوسائل التكنولوجية، واكتساب الخبرات العالمية، بالإضافة الى تأهيل الكوادر الوطنية، وجعلها قادرة على مواجهة التحديات التي تواجه صناعة النفط والغاز.

أشرف عجمي